السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أتمني من الأخوة و الاخوات الذين لهم اطلاعات واسعة أن يفيدوننا في هذا الموضوع .....
ولكم جزيل الشكر والأحترام
هل تعلم ان نبي الله دانيال دفن بعد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
--------------------------------------------------------------------------------
نبي الله دانيال - من أنبياء بني إسرائيل - كان ممن تم اسرهم و نقلهم إلى العراق ابان الغزو الفارسي لبيت المقدس و تدميرها على زمن نبوخذ نصر (السبي البابلي).
هو النبي الوحيد الذي دفن بعد نبي الإسلام محمد صلى الله عليه و سلم . والسبب في ذلك ان الفرس كانوا يبقون على جسده لانهم كان يتمطرون به إذ انه كلما اخرجوا جسده للعراء تمطر السماء فكانوا يعتبرونها علامه مقدسة شريفة بينهم.
عندما تم اسر دانيال ونقلع إلى بلاد فارس هو و رجال بني إسرائيل كان الغرض من ذلك التسلية بهم اذ كان الفرس يحفرون حفرا كبيره و يضعون فيها رجلا من بني إسرائيل و يطلقون عليه اسدين - نمرين - ليأكلانه . وكانت هذه عادة اهل فارس بالتسلية . وهذا ما لم يحدث مع دانيال اذ انهم عندما وضعوه في الحفرة و اطلقوا علية الاسود قام الاسدين باللعب معه و التمسح به و كانما يطلبان العفو منه . وعندما حاول الفرس اعادة الكره حدث نفس الامر فعلموا ان هذا الرجل مقدس وانه نبي و اكرموه و قدسوه.
قام دانيال بعمل خاتم مرسوم عليه صورة رجل واسدين يقفان على اكتافه شكرا لله ان نجاه من هذه الازمة .
تم اكتشاف جسد دانيال في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه و قد بشر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم لمن يكتشف جسد دانيال بالجنة .
قام بدفن دانيال الصحابي المسلم أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وقد كانت طريقة دفنه ان اخذ عددا من الفرس فطلب منهم دفن عدة قبور في اماكن مختلفة و قام بدفنه هو بنفسه في احد تلك القبور و اغلقها جميعا و امر بقتل هؤلاء الفرس حتى لا يعلم الناس مكان قبر دانيال فيخرجوه.
قام ابو موسى الاشعري بطلب خاتم دانيال الذي وجدوه معه أول مره من الخليفة عمر بن الخطاب و بقي مع ابي موسى إلى ان مات و من ثم اخذه ابنه واختفى بعد ذلك إلى هذا الوقت .
اتماماً للفائدة :
ذكر ابن اعثم في الفتوح 1/7 عند ذكر فتح ابو موسى الاشعري مدينة السوس الفارسية وقتل ملكها سابور :
".. واحتوى -ابو موسى- على مدينة السوس فغنم ما فيها واخذ اموال سابور مَلِكها وجعل يدور بالخزائن فياخذ ما فيها حتى افضى الى خزانة مقفلة وقد ختم قفلها بالرصاص فقال ابو موسى لاهل السوس : ما في هذه الخزانة فاني اراها مختومة بالرصاص ؟
فقالوا : ايها الامير ليس فيها شيء من حاجتك .
فقال : لا بد لي من علم ما فيها .
قال : فكسر القفل وفتح الباب ودخل ابو موسى الى تلك الخزانة فنظر فاذا هو بحجر كبير محفور على مثال الحوض وفيه ميت وقد كفن في اكفان منسوجة بالذهب وراسه مكشوف ، قال : فتعجب ابو موسى من ذلك وقال لاهل السوس : ويحكم من هذا الرجل ؟
قالوا : هذا رجل كان بالعراق وكان اهل العراق اذا احتبس عنهم المطر يستسقون به فيسقون فاصابنا من قحط المطر ما كان يصيب اهل العراق فارسلنا اليها وسالناهم ان يدفعوه الينا حتى نستسقى به فابوا علينا فارهناهم خمسين رجلا وحملناه الى هذا المكان ثم استسقينا فسقينا وراينا من الراي ان لا نرده عليهم فلم يزل مقيما عندنا الى ان ادركته الوفاة فمات فهذه قضيته وهذا حاله .
قال : فاقام ابو موسى الاشعري بالسوس وكتب الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخبره بما فتح الله عز وجل عليه من مناذر وما والاها ومدينة السوس وذيكر في كتابه امر دانيال .
قال : فدعا عمر باكابر اصحاب رسول الله صلى عليه وسلم ثم سالهم عن دانيال هذا فلم يجد عندهم فيه خيرا .
فقال امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام : بلى هذا دنيال الحكيم وهو نبي غير مرسل غير انه كان في قديم الزمان مع بختنصر ومن كان بعده من الملوك .
قال : وجعل علي يحدث عمر بقضية دانيال من اولها الى اخرها الى وقت وفاته .
ثم قال علي : اكتب الى صاحبك ان يصلي عليه ويدفنه في موضع لا يقدر اهل السوس على قبره .
قال : فكتب عمر بن الخطاب الى ابي موسى الاشعري بذلك .
فلما قرا ابو موسى كتاب عمر امر اهل السوس ان يقبلوا نهرهم الى موضع اخر ثم امر بدانيال فكفن ايضا في اكفان فوق التي كانت عليه ثم صلى عليه هو وجميع اصحابه من المسلمين ثم امر بقبره فحفر في وسط نهر السوس ثم دفنه واجرى عليه الماء .
فيقال / ان دانيال مدفون في نهر السوس والماء يجري عليه الى يومنا هذا ، والله اعلم" انتهى .
وهذا حديث في كتاب البداية والنهاية وهو مرسل
رواه ابو الاشعث الاحمري
إن دانيال دعا ربه عز وجل أن يدفنه أمة محمد فلما افتتح أبو موسى الأشعري تستر وجده في تابوت تضرب عروقه ووريده وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دل على دانيال فبشروه بالجنة فكان الذي دل عليه رجل يقال له حرقوص فكتب أبو موسى إلى عمر بخبره فكتب إليه عمر أن ادفنه وابعث إلي حرقوص فإن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة .انتهى