الفائدة ( 12 )
فصل ( في العفو عمن ظلم وجعله في حل ) .
قال صالح : دخلت على أبي يوما فقلت بلغني أن رجلا جاء إلى فضل الأنماطي فقال له : اجعلني في حل إذا لم أقم بنصرتك ، فقال فضل : لا جعلت أحدا في حل ، فتبسم أبي وسكت ، فلما كان بعد أيام قال لي مررت بهذه الآية : { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } فنظرت في تفسيرها فإذا هو ما حدثني به هاشم بن القاسم حدثني المبارك حدثني من سمع الحسن يقول :
إذا جثت الأمم بين يدي رب العالمين يوم القيامة ونودوا :
ليقم من أجره على الله عز وجل ، فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا
قال أبي : فجعلت الميت في حل من ضربه إياي ثم جعل يقول :
وما على رجل أن لا يعذب الله تعالى بسببه أحدا .
وقال في رواية حنبل : وهو يداوي اللهم لا تؤاخذهم :
فلما برئ ذكره حنبل له فقال : نعم أحببت أن ألقى الله تعالى وليس بيني وبين قرابة النبي صلى الله عليه وسلم شيء ، وقد جعلته في حل إلا ابن أبي داود ومن كان مثله فإني لا أجعلهم في حل رواه بعضهم من رواية أبي العباس البردعي حدثنا أبو الفضل البغدادي قال : قال لي حنبل فذكره .
وقال عبد الله قال أبي : وجه إلي الواثق أن اجعل المعتصم في حل من ضربه إياك ، فقلت ما خرجت من داره حتى جعلته في حل ، وذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم { لا يقوم يوم القيامة إلا من عفا } فعفوت عنه .
وقال لولا أن ابن أبي داود داعية لأحللته .
وروى عنه عبد الله أنه أحل ابن أبي داود وعبد الرحمن بن إسحاق فيما بعد .
وروى الخلال عن الحسن قال : أفضل أخلاق المؤمن العفو .
وروى أيضا من رواية مجالد عن الشعبي عن مسروق سمعت عمر يقول : كل الناس مني في حل .
من كتاب: الآداب الشرعية