الرياض عبر التاريخ - من عهد الملك الأشوري ( سرحون ) عام 715 ق.م .
الكتابة عن الرياض شيء شيّق ذلك انها عاشت عدة حقب من الزمن تناوبت عليها عدة عهود سياسية مما أدى الى توارث احداث تاريخية تتسم بالأهمية سواء كان في المجال العسكري او اهمية المدينة نفسها هذا بدوره عمل انعكاسا على الحياة الاجتماعية في الرياض وكل هذا ناتج لأهميتها كموقع استراتيجي في الجزيرة العربية آنذاك , ذلك أنها في الوسط بين الحضارات الشمالية والجنوبية , أضافة الى خصوبة تلك المنطقة مما جعلها منطقة زراعية مهمة , وهذه الأهمية الزراعية اوجدت استقراراً بشرياً منذ القدم .
وحينما نتحدث عن طسم وجديس تلك القبيلتان العربيتان الضاربتان في القدم وهما من العرب البائدة يأتي دور الرياض.
ولكن ليس بهذا المسمى انه اسمها القديم ( حجر ) ومدينة الرياض قامت على انقاض تلك المدينة.
مدينة حجر التي كان يسكنها قبيلتا طسم وجديس وشهرة طسم بالمرأة الحادة البصر ( اليمامة ) نسبة الى اقليم اليمامة التي تعتبر قاعدته حجر.
واخيراً تفنى القبيلتان ويختلطان مع القبائل العربية , ويأتي عبيد بن ثعلبة الحنفي ويحتجز فيها ثلاثين قصراً وثلاثين حديقة , ومن هنا سميت ( حجر ) علماً أنها كانت تسمى قبل ذلك بهذا الأسم , ولكن زاد عبيد الحنفي ( خضراء حجر ) ثم عادت وسميت باسمها الأول حجر.
وحدود تلك المنطقة واقع بين واديين هما وادي الوتر المعروف الآن بالبطحاء , ووادي العرض المعروف الآن بوادي حنيفه.
ولاهمية تلك المدينة نرى اسم المدينة يذكر في عهد الملك الأشوري ( سرحون ) عام 715 ق.م .
بالأضافة الى ذكرها في كتابات اليونان عام 100 ق.م .
وتستمر حجر قاعدة لاقليم اليمامة حتى عهد الخلفاء الراشدين والأمويين الى عهد العصر العباسي الأول.
وأخيرا تنتهي شهرة تلك المدينة باحتلال الأخيضريين مدينة حجر في منتصف القرن الثالث الهجري.
وتعود في القرن الحادي عشر الى اثبات وجودها ولكن ليس بمسماها القديم حجر انما باسم جديد الا وهو الرياض حيث هذا الأسم مصطلح جغرافي معناه هو المكان الذي ينتهي اليه السيل وهي كذلك . وبهذا استمر هذا الأسم حتى الآن.
ويأتي دهام بن دواس بعد الأخيضريين ويحكم الرياض ويبني عليها سوراً الذي لاتزال آثاره باقية حتى الآن في بعض جهات المدينة , وكان بناء السور والقصر عام 1160 هـ . واستمر سور المدينة هذا حتى هدمه ابن رشيد في صفر سنة 1309 هـ .
وبني للرياض سور جديد بعد دخول الملك عبدالعزيز الرياض عام 1318 هـ حيث بني من اللبن والطين على شكل عروق , واستمر بناء السور أربعين يوما.
وتتوسع المدينة في عهد الملك عبدالعزيز لتمتد خارج السور الى أن أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بازالة السور عام 1370 هـ .
وهان نحن نعيش في الرياض بلا سور ولا حصون في أمن واستقرار وتتعدى أهمية الرياض الاقليمية الى المملكة كلها فبعد أن كانت قاعدة لأقليم اليمامة , صارت الآن عاصمة المملكة العربية السعودية وتنتشر أهميتها عربياً فهي مركز مجلس التعاون الخليجي , ومركزا لهيئات ثقافية وسياسية . ويشع نورها الى الدولية وهي الان محط اقطار العالم سياسيا واقتصاديا ويكفي ذلك كله انها قاعدة العالم الاسلامي ينظر اليها بالمشورة وسداد الرأي .
اللهم أدم هذه الأهمية وأصلح ابناءها ومن سكنها واجعل دينهم التقوى والصلاح , وأن يعم هذا المملكة والجزيرة العربية والعالم الأسلامي. انتهى
المصدر
كتاب
الرياض مدينةً و سكاناً كيف كانت وكيف عاشوا ( ص6 -7)
تأليف أحمد بن مساعد الوشمي
مطابع الحرس الوطني
رجب 1406 هـ
جمع وتحرير
محبكم الدوسري