فيا قلبُ صبراً إن جزِعتَ ، فربما = جَرَتْ سُنُحاً طَيْرُ الحوادثِ باليُمْنِ
فقد تُورِقُ الأغصان بعد ذبولها = ويبدو ضياء البدر في ظلمةِ الوَهنِ
وأيُ حسامٍ لم تُصِبهُ كهامُةٌ = ولهْذَمُ رُمْحٍ لا يُفَلُ من الطعنِ
ومن شاغب الأيامَ لان مَرِيرُهُ = وأسلمهُ طولُ المِراسِ إلى الوَهْنِ
وما المرءُ في دنياه إلا كسالِكٍ = مناهِجَ لا تخلو من السهل والحَزْنِ
فإن تكن الدنيا تولت بخيرها = فأهون بدنيا لا تدوم على فَنِّ!
تحملتُ خوفُ المَنِّ كلَّ رَزِيئةٍ = وحملُ رزيا الدهر أحلى من المنِّ
وعاشرتُ أخداناً ، فلما بَلَوتُهُمْ = تمنيتُ أن أبقى وحيداً بلا خِدنِ
إذا عرف المرءُ القلوبَ وما انطوتْ = عليه من البغضاءِ عاش على ضِغْنِ
يرى بصري من لا أودُ لِقاءَهُ = وتسمعُ أذني ما تعافُ مِن اللحنِ
وكيف مُقامي بين أرضٍ أرى بها= من الظلم ما أخنى على الدار والسَّكْنِ
فسَمْعُ أنين الجَوْرِ قد شاك مسمعي = ورؤيةُ وجه الغدر حل عُرا جَفني
وصعب على ذي اللُّبِ رئمانُ ذِلةٍ = يَظَلُ بها في قومه واهي المتنِ
إذا المرُ لم يرمِ الهناةَ بمثلها= تخطى إليه الخوف من جانب الأمن
وكن رجلاً ، إن سيمَ خَسْفاُ رمتْ به = حَمِيتُهُ بين الصوارمِ واللُّدنِ
فلا خيْرَ في الدنيا إذا المرءُ لم يعشْ = مهيباُ ، تراه العينُ كالنار في دغْنِ