::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - حياه امرأة ...طويله جداً بس ممتعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2005, 11:39 AM   #5
 
إحصائية العضو







محمد النتيفي غير متصل

محمد النتيفي is on a distinguished road


افتراضي


ــ 5ــ


قـفزت نورة من مكانها تاركة ًمذياعها المفتوح ودخلت

حجرة النوم حيث زوجها وصغيراها .

اندست في الفراش والتصقت بصدر إبراهيم وهي ترتجف .. وفي ذهنها

ألف سؤال عن ذلك الشبح .. هل كان من الأنس أو الجان .

هل يريد أن يسرق مالا , أم يريد إغتصابها . هل سيؤذي

طفليها . وكلما زادت هواجسها زاد التصاقها بزوجها الذي

شعر بانزعاج أثناء نومه .. فانقلب على جنبه الآخر وتركها خلف ظهره .

... فاجأها تـصرفـه هذا .. وكأنها لأول مرة تـتـعرف على طباعه ..

أو كأنها لأول مرة تشعر بحاجتها إلى رجل .. وليس أمامها غير هذا النصف

آدمي والنصف حيوان ..

بــكت من فورها عندما انقلب .. ولم تجد تفسيرا لبكائها ..

هل هو الخوف من الذي كان فوق سطح دارها .. أم الألم من إهمال

زوجها لمشاعرها التي بدأت تـنـضج كمراهقة .. وتـشعر بحاجتها

إلى الدفء ولو من ذات الشخص الذي بدأ الحياة معها كما يرغب

لا كما يرغبان .. وكان سكون الليل معينا لها على

تذكر كل تفاصيل الحياة .. وجفاف العلاقة بينهما .. تبكي ولا تستطيع

تفسيرا لدموعها .. لكنها تدرك أنها لا تحبـه .. ولا تشعر معه إلا بالأسى .





***


في الصباح فكرت أن تـخبر إبراهيم بما شاهدت فوق سطح

الدار وهي في فنائه .. لكنها ترددت . فربما يغضب منها .

أو يعاقبها .. لذا فـضـلت الصمت .. ومع أن الخوف يملؤها

تابعت أعمالها المنزلية .. والاستماع إلى برامج الصباح الإذاعية

وظلت تـنـتـظر المساء .. لترى هل سيتكرر ما حدث ..

وبحذر وخوف .. خرجت بعد أن نام الجميع .. لكنها هذه المرة

تحاول أن تكون أكثر شجاعة .. فالفضول يدفعها لمعرفة الأمر ..


نظرت .. والقمر يضيء السماء الصافية .. لقد كان هو ذاته ..

ابن جيرانهم الذي رأته في الطريق

عندما ذهبت لجارتها ذات صباح .. إنه الآن فوق .. يدخن ولايريد

أن يكتشفه أحد .. شاب صغير .. يكبرها بعامين أو ثلاثـة .. عاد إلى القرية

بمجرد انتهاء الدراسة . فقد كان في المدينة لأن قريتهم ليس بها

مدرسة ثانوية ..

.. لقد عرفت سبب وجوده فوق السطح

لكن لماذا سطح بيتها هي .. لم َ لم يبق على الأسطح الأخرى

المتجاورة .. عادت إلى الداخل بسرعة .. ففاجأها بقوله :

ــ اسمعي ...



لم تـتـوقف .. دخلت الحجرة .. ولكن .. لم تلتصق هذه المرة بأحد .

وظلت تنظر إلى إبراهيم باشمئزاز وشيء بداخلها يقاوم رغبة تقول

لها اذهبي واسمعي ماذا كان يريد ذلك الشاب .



***


سارت أيامها متشابهة .. لا جديد فيها سوى أن أهل القرية اشتروا

( مولد للكهرباء ) ومددوا الأسلاك في القرية بحيث يكون في كل

بيت إضاءة .. وهذا المولد يعمل من صلاة المغرب إلى العاشرة

كل ليلة .. .. وكل ليلة .. بعد العاشرة يصعد الشاب الصغير إلى السطح ..

وتخرج نورة إلى الفناء .. يتسامران لساعة أو اثنتين .. ثم ينصرف .

وتعود هي الى الداخل ..

قد غـيرها الحديث معه .. صارت تستقبل نهارها بشيء من الرضا ..

إنها الآن تـسـتـيقظ كل صباح مبتسمة ..

وقبل أن تـنـتـهي الإجازة بأيام قرر جارها أن يودعها .. فـقـفـز إلى فنائها

من السطح مستعينا ً ببعض الأخشاب المثبته على الحائط .. ومستغلاً

عدم ارتفاع الجدار ككل البيوت الشعبية القديمة .. رافضا الانصات لها

وهي تقول هامسة ً ــ لا يا علي .. لا أرجوك .. لا تقفز ..

......



استمر الأمر ثلاث سنوات .. يأتي علي كلما سنحت له فرصة إلى القرية

التي كان يريد الخروج منها إلى المدينة بأي ثمن ..

ولم يكن في لقاءاتهما المستمرة سوى الحديث رغما ً عن الشيطان

الحاضر في كل مرة .. إلى أن ودعها ذات مساء لأنه سيسافر

إلى بلاد بعيدة ليلتحق بالجامعة .



دخلت الكهرباء للقرية بشكل رسمي .. واستغى الناس عن

مولد الكهرباء الصغير ....

اتسعت المدينة المجاورة حتى كادت تبتلع قريتهم وتصبح حيا من أحيائها ..

أثناء هذه السنوات الثلاث أنجبت نورة طفلتين .. اسمتهما وردة

وأميرة ..

ودخلت منى ومبارك المدرسـة .. على أن منى تساعد والدتها أحيانا ً

في أعمال المنزل بعد أن تنتهي من واجباتها ..


كان يوما مختلفا ً حين دخل التلفزيون قريتهم لأول مرة .

وتداول الناس الآراء فيمن يشاهده .. ولكن .. غالبية الذين حـر ّموه

سارعوا إلى شرائه بعد وقت قصير ..

ومن بينهم إبراهيم .. الذي هاج وماج . وأعتبر أن كل من يسمح

لنسائه بمشاهدة التلفزيون ليس سوى ( ديوث ) عاد وتنازل بصمت

وفاجأ أسرته بالتلفزيون الأبيض والأسود ..

استغنت نورة بالتلفزون عن الراديو .. لكن .. لا شيء يملأ الفراغ

الذي تركه علي ّ ..


يـتـبـع

 

 

 

 

 

 

التوقيع

الـدواسـر طبعهم طبع السيادة
بالكرم والجود ونفوسٍٍ أعفافــي
مشيهم بالأرض تلقى به ركاده
ولا انتخى فيهم خوي الله يكافــي
يشبهون الطير في لحظة هداده
للـحبـارى لا اعتلاها مايشافــي





محبــكم


محمـد النتيفـي

    

رد مع اقتباس