بسم الله الرحمن الرحيم
نحن كمجتمع سعودي و كغيرنا من المجتمعات الأخرى لدينا ما يميزنا من خصائص و صفات .
والبعض يطلق على هذه الخصائص و الصفات بعادات و تقاليد المجتمع ، وهو مفهوم رائج و دارج .
و هو المصطلح الأدق حقيقةً .
لقد راج في الآونة الأخيرة ( خصوصاً في المقالات الصحفية و الأكاديمية ) مصطلح الخصوصية السعودية ...
و أنا هنا لا أملك الحق في اصدار الأحكام و الجزم بصحة أو عدم صحة المصطلح . ولكن لي رأي كغيري لا أُلزم به الآخرين . في وجهة نظري أنه لا وجود أساساً لخصوصية سعودية اجتماعية ،
فبمجرد ذكر مصطلح الخصوصية السعودية نعتبر نحن كمجتمع سعودي منفصلين تماماً عن باقي المجتمعات العربية و الإسلامية و حتى الغربية التي نتشارك معها في قيم الانسانية على الأقل .
فخصوصياتنا كمجتمع هي كخصوصيات اي مجتمع عربي و مسلم محافظ ، بل وحتى الكثير من الأسر الغربية المحافظه تشاركنا ولو بالقليل جداً في هذه الخصوصية . فنحن لسنا كوكب آخر . و ديننا هو الإسلام الذي يغطي العالم . وحتى القلة الباقين المتمسكين ببعض تعاليم الأديان السماوية خصوصاً فيما يتعلق بالحشمة يشاركوننا نفس القيم .
فلماذا نتقوقع ؟ ونختبئ ؟ نرمي كل عيب وننسبه للخصوصية السعودية ؟
وللأسف أصبح هذا المصطلح رائجا بل ومحبباً لدى الكتاب الغربيين مظهريننا كأمثلة منعزلة تخيف و تخاف من العالم الخرجي .
والعجب كل العجب من بعض الكتاب السعوديين عندما يستخدمون هذا المصطلح !! ألا يدرون من استخدمه من الأساس !! و لأي غرض استخدموه !!
كتاب الغرب نحن لسنا بمنعزلين ولا متخلفين ان كنتم تريدون التلميح بذلك بل ان حضارتنا الإسلامية التي خرجت من قلب جزيرتنا أشعت علماً و حضارةً على العالم .
حقيقة تعزيز و ترسيخ الخصوصية السعودية جعلت البعض منا يستصغر الآخرين و ينظر بإشمإزاز لجنسيات و أعراق معينه .
و أفقدتنا البعض منا أيضاً القدرة على استيعاب فكرة قبول الآخر و التعايش بسلام . رغم أن ديننا الحنيف الذي حثنا على التعايش بسلام و اخاء و مودة .
و قد كلفنا ذلك الكثير فخرجت بعض الأمثلة التي ضرتنا و مست سمعتنا كجزء من عواقب هذا المبدأ
مع الأخذ بالإعتبار أنها حوادث فردية و لا تمثل بالضرورة مجتمعنا .
تخيلوا شعور بعض الجنسيات تجاهنا ! خصوصاً الهنود و غيرهم من الذين أجبرتهم ظروف الحياة على العمل لدينا .
ونحن جميعاً نعلم الصورة النمطية عن مجتمعنا السعودي لدى الغرب . بل و نظهر عاجزين عن الحوار و العمل على تحسين سمعتنا كمجتمع مسلم . أنتم يا كتابنا السعوديين هل كلفتم وقتكم لافهام الرأي العام العالمي مكانة المرأة العزيزة في مجتمعنا و غيرها من القضايا المحورية بدلاً من ازعاجنا و لومنا بالخصوصية السعودية فهذا دوركم يا مثقفين !!!
فنحن لسنا بأجلاف همج كما يحسبنا العالم وهم حقيقة لا يلامون لأنهم يرون ما يظهر على شاشات التلفاز و ما يكتب في صحفهم .
نشرتصحيفة ( نيويورك ديلي نيوز ) خبراً عن الطالب السعودي ع . ز البالغ من العمر 46 سنة
و الذي قتل استاذه الجامعي طعناً في مكتبه في جامعة بينغهامتون في ولاية نيويورك .
و نشرت الصحيفة تقريراً عن خلفية الأستاذ ريتشارد أنطون اليهودية ومؤلفاته عن الراديكالية الدينية
وطباع المتهم السعودي الغريبة ، و سردت مقابلات مع طلاب مسلمين في نفس الجامعه و ذكروا بإجماع أن المتهم لا يمثلهم . وكيف أنه كان منطوياً لا يخالط الناس .
انظروا ، انها لعبة العلام الذي ربط حالة القتل بيهودية الأستاذ و عنف الطالب .
ولكن من يفهم هؤلااااااااء
نحن شعب حضاري و مساااااالم
عفواً على الإطالة
فيصل بن محمد السديري