أخي الكريم حنيان الدوسري
أخواني وأخواتي الكرام....
في البداية أحب أن أقول أنني سعيدة جداً أنني أتحاور معكم في هذا المنتدى
الراقي مع أعضاء مثلكم بهذا الإسلوب الراقي والمهذب جداً...والمثقف أيضاً
وهذا ما يجعلنا نزداد حباً لهذا المنتدى الشامخ وأعضاءه وحتى تعم الفائدة وهذا هو المطلوب
وكما قلنا سابقاً الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ....
و علق باحث اجتماعي على هذه التصرفات بأنها ظاهرة غريبة
والفراغ وقلة الوعي أبرز دوافع مرتكبيها....
وكان هذا الرأي اختصار لرد الأخ الفاضل king ورأيي أيضاً وكل من أيد هذا التحليل
الواقعي لما حدث....
إذاً لو كان هناك مشكلة معينة أو ظاهرة مثلاً معينة وقد انزعجنا جداً منها كما حدث
في الخبر ولم نكن بعيدين عنها ...هل علينا أن نستنكر هذا الفعل ونعاقب مرتكبيه فقط
أهذا ما يجب علينا فعله؟؟؟ ولو فعلنا ذلك سوف تتكرر مرة واثنين وثلاثة ولكن
إذا بحثنا عن السبب وعالجنا المشكلة من جذورها فلن تتكرر !!!
لأننا وجدنا لها العلاج الذي يضمن عدم تكرارها ...
ألم نسأل أنفسنا لماذا هذا الحقد الدفين الذي رايناه من مثيري الشغب في هذه الحادثة؟
أخواني وأخواتي الكرام لايوجد دخان بدون نار ...فالذي حدث شيء لا يعقل !!!!
هناك ضغوط نفسية كبيرة يشعر بها هؤلاء الشباب ووجدوا الفرصة حتى يخرجوها
وحتى لو تم الحكم عليهم بالسجن البعض يتأثر والبعض لن يتأثر وسيزداد لديه الحقد
ولكن إن وجدنا حل جذري فسوف نستأصل هذا الإحساس لديهم .....
والعلاج إن تحدثنا عنه طبعاً سيكون كبير وواسع ومتفرع لأن الدافع لدى كل واحد منهم
يختلف عن الآخر ...على حسب المعاناة التي يعاني منها هذا الشاب ...
فمثلاً هذا الشاب يعاني من الفراغ والآخر يعاني من البطالة والثالث يعاني من مشاكل
أسرية..وغيره من الأمور التي تجمعت عليهم وأدت إلى هذا التصرف....
ومن رأيي الوعي لا بد أن يشمل الأسرة ...لأن كثير من الأسر هي السبب في ضياع
أبنائها ...وأنتم ياأخواني الأفاضل ماشاء الله الواضح أنكم متعلمين ومثقفين ...والبعض منكم يفوقني
أخواني وأخواتي الكرام ...عندنا مثلاً في المدارس كثير من الطالبات يشعرن بفراغ عاطفي
والسبب إنشغال الوالدين كل واحد منهما منشغل عن الأبناء والبنات ...وأسبابه كثيرة
وهذا الأمر خطير جداً
لأنه يدفع إلى أمور كثيرة وربما الإجرام....أنا لا أبالغ ولكن نشاهد أمامنا أمثلة كثيرة
فأعتقد أننا نحن المذنبون وليس هم ....هم ضحية !!
والعاطفة لا تحتاجها الفتاة فقط من أسرتها بل حتى الشاب ايضاً يحتاج لها فكلاهما يحتاج
أن يشعر بالحب بالعطف بالإهتمام بالنصح بالإرشاد وإن لم يجدوها في الأسرة لا سمح الله
بحثوا عنا خارجاً وإن لم يجدوها خارجاً حدث مالا يحمد عقباه ...كالجرائم وربما المخدرات
وربما ما حدث في الخبر كان من _ أحد _ أسبابها الفراغ العاطفي....
وإليكم مثال آخر شاب تخرج من الثانوية العامة وكانت لديه الرغبة في إكمال دراسته
الجامعية ولكن للأسف أن معدله لم يؤهله للقبول في الجامعة ...ولا يستطيع أن يسافر
لإكمال دراسته في الخارج ماذا سيفعل سيذهب للبحث عن عمل ولم يجد عمل
ماذا سيفعل سوف يبدأ السهر مع أصدقاؤه وربما يتعرف على أصدقاء سوء وسيكون لديه
فراغ كبير ...ماذا يفعل ؟؟؟ سيتكون لديه الكره والحقد على المجتمع وستزداد الضغوط
عليه وكثر الضغط يولد الإنفجار !!! فيجد فرصة للتعبير عما بداخله من حقد مثل ماحدث
في الخبر وغيره ....وهذا الشاب مثله مئات الشباب ....
هذا ربما يكون سبب واحد ....من عدة أسباب ...ولا ينطبق على الكل فغير هذا الشاب
يكون الدافع لديه غير هذا السبب...
وأهم من هذا وذاك الوعي الديني ولنا في الشيخ محمد العريفي خير مثل في كيفية
تعامله وطريقته وإسلوبه الغير منفر والمحبب إلى النفس لدى كثير من الشباب والبنات
والكبار أيصاً فالتوعية هي الأساس وبإسلوب يتقبله الإبن والإبنة ...
فالأسباب كثيرة ومتفرعة ...واللوم ليس على الشاب لأنه ضحية اللوم على الأسرة أولاً
ثم المجتمع ....
تحياتي للجميع وأرجو المعذرة على الإطالة
وأسأل الله لهم الهداية جميعاً....