اللون الأزرق
لقد زرت صديقاً لي وتعجبت كل العجب عندما لاحظت أن كل شيء
في المنزل يأخذ اللون
الأزرق فكان دهان المنزل من الخارج باللون
الأزرق ومن الداخل كل جدران الغرف والأثاث والبلاط والحمامات كلها
باللون
الأزرق حتى سيراميك ودواليب المطبخ كانت باللون
الأزرق
وعندما خرجت وجدت ثلاث سيارات يمتلكها صديقي كانت أيضاً ذات
لون
أزرق. وقد لاحظت أن هذا الصديق يتمتع بالسعادة الكبيرة في
وجود هذا اللون، وهذا يدل أن لكل منا لوناً يشد انتباهه ويملي عليه
السعادة وبالتالي يؤثر على نفسيته وصحته. من المعروف أن الألوان
تخفف التوتر وأنها تملأ المرء بالطاقة، بل انها تخفف الألم والمشاكل
الجسمية الأخرى. ومن الجدير بالملاحظة أن هذه الفكرة ليست جديدة،
وفي واقع الأمر فإن مفهوم «لون عالمك» ينتمي للتقنية التصميمية الصينية
القديمة «فينج شوي Feng shui». عند اختيار لون لإحداث تغيير في الحالة
المزاجية أو للتخفيف من المعاناة، فإنه من الحيوي اختيار اللون المناسب
لهدفك المحدد. فعلى سبيل المثال اللون
الأزرق له تأثير مطمئن ويؤدي إلى
الشعور بالاسترخاء، كما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ونبض القلب وعدد
مرات التنفس. لقد لوحظ في إحدى الدراسات أن الأطفال ذوي الميول العدوانية
أصبحوا أهدأ عند وضعهم في فصل دراسي جدرانه
زرقاء ولوحظ أيضاً أن اللون
الأزرق يجعل الناس الذين يعيشون في الأجواء الحارة الرطبة يشعرون بالبرودة
وللمساعدة على تخفيف آلام القرح ومشاكل الظهر والروماتزم والاضطرابات
الالتهابية. حاول أن تحيط نفسك باللون
الأزرق وركز عقلك على الجزء الذي تعاني
منه من جسمك أثناء تأملك في ذلك اللون. إن أحد الأماكن الجيدة لممارسة هذا
الشيء هو المناطق الريفية حيث
زرقة السماء والماء والخضرة يمكن أن تعطي
إحساساً بالتوحد الهادئ مع الكون. لقد جربت ذلك الإحساس تماماً عندما زرت كندا
قبل سنوات وكنت أذهب إلى شلالات نياجرا إحدى المعجزات السبع فكنت أشاهد
أمواج الماء الهائلة وهي تخترق الجبال والأشجار زاهية الخضرة ثم تصب في
الشلال برغوة بيضاء مثل اللبن وعلى اليمين واليسار الأشجار المتدلية على جوانب
الشلال ومن
زرقة السماء الصافية، هذا المنظر جذبني للذهاب يومياً إلى ذلك المكان
من أجل التأمل واشعر براحة نفسية لم أشعر بها من قبل .