يحكى انه كان رجل يملك مزرعة على ضفاف المحيط الأطلسي
حيث تهب عواصف قوية بالعادة كل سنة وكان هذا المزارع يحتاج
إلى عامل يساعده في إعمال المزرعة ولكن كان من الصعوبة ان يجد
من يرضى بالعمل هناك حيث يعلم الجميع صعوبة العمل عند هبوب
العواصف وما تخلفه من خسائر وخراب
كان يقابل الكثيرين ويعرض عليهم أجورا عالية ولكن كان طلبه يقابل
بالرفض إلى ان وجد رجل قصير القامة نحيل الجسم فسأله
هل تقبل بالعمل لدي
فقال الرجل له : أنا استطيع النوم عند هبوب العاصفة!
لم يفكر المزارع بما قال الرجل ولكنه فهم انه يقبل بالوظيفة فسارع باخذه للعمل
استمر هذا العامل يعمل بجد ونشاط من بزوغ الشمس وحتى المغيب
وكان المزارع مسرور بما يشاهده من عمل هذا الرجل الصامت
حتى كانت ليلة هبت فيها عاصفة قوية فهرع المزارع من فراشه
وذهب للعامل فوجده نائما.., !!!
أيقظه وقال له كيف تنام وهناك عاصفة ؟
أجابه العامل : لقد أخبرتك باني استطيع النوم عندما تهب العاصفة!!
تركه المزارع وخرج لينقذ ما يمكن إنقاذه وتفقد التبن فإذا به محرز
تحت غطاء بلاستيكي ومربوط جيدا وذهب لحظيرة الأبقار
فإذا بالأبواب موصدة وتفقد باقي الحظائر فإذا كل شيء محكم الإغلاق
ومربوط جيداً .
هناك فقط أدرك ما كان يعنيه ذلك العامل بأنه يستطيع النوم وقت هبوب العاصفة
نحن كذلك هل نستطيع النوم وقت هبوب العاصفة؟
هل نحن راضين عن أنفسنا وننام قريري العين وقد أرحنا ضمائرنا
وأسعدنا من حولنا واطمأنت أنفسنا؟
أتمنى ان نستطيع النوم وقت هبوب العاصفة