::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - هل تفقد دبي روحها المتألقة وتتحول إلى مدينة أشباح تحتضن الخاسرين؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-2009, 05:20 PM   #1
 
إحصائية العضو







الظافر غير متصل

الظافر is on a distinguished road


:e-e-1:. هل تفقد دبي روحها المتألقة وتتحول إلى مدينة أشباح تحتضن الخاسرين؟!

هل تفقد دبي روحها المتألقة وتتحول إلى مدينة أشباح تحتضن الخاسرين؟!
العاشقون لدبي، وهم كثر في الخليج، يقاومون الفكرة النكدة التي تقول بأن
هذه المدينة الساحرة بدأت تفقد سحرها بالفعل وتتحول إلى شبح
بسبب الأزمة المالية التي ضربتها بقسوة .

ولكن إذا كانوا يسخرون ويوبخون، في السابق، كما حدث في عشرات المقالات والمقابلات الصحافية، أي شخص ينتقد دبي، ويتنبأ بانهيارها،
فإنهم أقل تقبلاً الآن لفتح هذا النقاش المتصاعد باستمرار عن
الهوة السحيقة التي وقعت فيها دبي.

المعلومات المعلنة تتحدث عن الأضرار التي تتعرض لها دبي،
وأدت إلى ترحيل عدد كبير من العمالة، وتوقف حركة البناء،
التي كانت أحد سمات الحيوية بها، والمديونية الهائلة التي تعاني منها
(80 مليار دولار)، والتصريحات المتضاربة والمخيفة للمسئولين عنها،
إلا أن المشاهدات الواقعية أيضا تصيب بالهلع.

يقول أحد المستثمرين السعوديين القادمين للتو من دبي
أن روحاً من التشاؤم والإحباط تسيطر على مدينة دبي، ويضيف
" مزاج المدنية المتألق والمنتعش في السابق انكسر .
أنها الآن مدينة قلقة وخائفة من شيء ما ".

ويقول هذا المستثمر إنه اضطر في أحد المرات الى أن يخرج هارباً من أحد العمارات الكبيرة التي كان ينوي أن يشتري فيها بعض الشقق على الرغم من كل التسهيلات التي قدمت له، ويضيف " بالإضافة إلى الإحساس المحبط في المكان،
كانت هذه الناطحة مخيفة ومقلقة بسبب خلوها من الزبائن .
إذا كان الناس خائفون من دبي الآن فلماذا أثق فيها أنا؟!".

في الواقع ان قصة دبي هي قصة ملائمة لهذا العصر العولمي الجديد
الصاخب والمتقلب الذي تعبر دبي أكثر فصوله إشراقاً ولكن مع التغيرات
الكبيرة التي حصلت في الخمس الأشهر الماضية، فإنها يمكن أن تعبر عن
أكثر فصوله إحباطاً؛
فبعد أن كانت دبي أشبه بمدينة أسطورية مقدسة وقبلة للأثرياء والناجحين،
ويتبختر صانعوها في المولات التجارية، وعلى الشاشات الفضائية،
باتت الآن مدينة مدنسة وملطخة بفشل البشر، ويمكن أن نسمع من الآن
همهمات بعيدة، في طريقها للتصاعد، لعملية قذرة من تبادل اللوم بين مسئوليها.

أكثر من تعرضت صورته للضرر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
الذي صنع هذه المدينة الأسطورية خلال مدة بسيطة، ودفعها لتصبح
واحدة من أكثر المدن العالمية شهرة.

لقد كانت دبي هي التجسيد الجغرافي لشخصية الشيخ محمد
" أو الشيخ مو كما يطلق عليه من قبل الأوربيين والأمرييكن رؤساء
الشركات الكبيرة في دبي" ، الكد المستمر، والانفتاح، وإلغاء المستحيل.

لقد كان الشيخ محمد ودبي أشبه بآلهة لا تتعرض للانتقاد،
ولكن بعد هذه الأزمة المالية بدا البعض يتحدث عن عيوب هذه الآلهة.
لقد باتوا يشاهدون في دبي مدينة مندفعة أكثر من اللازم وغامضة
وغير جديرة بالثقة.

أحد المحللين الكويتيين قال :
دبي مدينة مريبة تثير حيرة كبيرة بالفعل. لماذا توجد أعلى ناطحات السحاب
في دبي وليس في أمريكا مثلاً؟! .
هل يمكن أن يشترى العقار حتى قبل أن يتم تشييده ؟!.
من أين تصرف دبي هذا القدر الكبير من المال ؟!.
أخشى أن دبي ستتحول إلى مدينة خاسرة لأن لا أحد يجيب على مثل
هذه الأسئلة التي تكشف حقيقة المدن".

ولكن مثل هذه الأسئلة غير المطروحة في السابق باتت الآن محل
تداول وسخرية عن الطريقة التي تحاول فيها دبي،
عبر مزيد من الإنفاق على الحفلات المبهرجة والباذخة التغطية على إخفاقها،
فقد كتب الكاتب الأميركي المعروف كرستوفر ديكي مقالاً مطولا
في مجلة نيوزويك الأمريكية عن الاحتفالات الباذخة التي تقوم في دبي
على الرغم من شعور الجميع بالمزاج التعس بسبب حالة التخبط التي
تعيشها المدينة مع تصاعد عدد الشركات التي تلغي عقود موظفيها،
وتراكم الحديد والفولاذ الذي لا يجد من يشتريه بسبب نقص المال.

ولكن على الرغم من كل ذلك فإن دبي باتت قضية تتجاوز محيطها كمدنية
لتتحول إلى صراع أيديولوجي بين مدرستين فكريتين وسياسيتين واقتصاديتين،
لطالما كانت دبي هي أكبر الأدلة التي يستدل بها الليبراليون الذين يؤكدون
على أن الانفتاح الاقتصادي والفكري وإلغاء القيود البيروقراطية
سيكون وسيلة ملائمة لبناء دول ومجتمعات ناجحة،
ولكن هذا يتعارض مع أصحاب المدرسة الأخرى المحافظة الذين يكرهون
دبي بسبب ازدهارها المستمر ووجدوا في هذه الأزمة فرصة للنيل منها،
وتشويه صورتها وتلطيخ الأيديولوجية القائمة عليها.

حتى الشخصيات السياسية الخليجية كانت محرجة من دبي بسبب الرسالة
غير المباشرة التي تبعثها المدينة للجميع وتقول لهم إذا أحسن السياسي
عمله فسوف يصنع مدينة مثل دبي، ويزيد هذا الأمر احراجاً هو افتقار دبي
للموارد الطبيعية واعتمادها على ذكائها الخاص.

ولكن مع تصاعد الأخبار التي تكشف حجم المأزق التي وقعت فيه دبي
واضطرارها للاستدانة من بعض الدول الخليجية فإن المدافعين عن نموذج دبي،
وإن كانوا أصحاب نوايا طيبة، فإنهم يظهرون بشكل متصلب ويرفضون الاعتراف
بما يحدث على أرض الواقع ، والذي يهدد مدينتهم الساحرة بالفشل .

المحبون لدبي لن يصدقوا أن هذه المدينة الساحرة والملهمة
والتي تنشر الأمل في العالم العربي يمكن أن تتحول إلى شبح دبي .
هذا ما لا نتمناه ولكن الأرقام قد يكون لها رأي آخر

 

 

 

 

 

 

التوقيع

للجـمــيـــــــع الــتــحـــيــــــة و الـــتــــقــــــد يـــــــــــــــر


( وعــلـى دروب الــخــيــــــر نــــلــتـــقــــــــي )

    

رد مع اقتباس