اعداد: غزلان
الشبكة الاسلاميه (مركز الافتاء)
عنوان الفتوى : طاعة الوالدين أم طاعة الخطيب؟
السؤال
أنا شابة في مقتبل العمر تخرجت حديثاً وأعمل حالياً في إحدى أسلاك الدولة مشكلتي تكمن في رفض خطيبي عمل المرأة ويدعي أن العمل ينحصر في رعاية الزوج والأولاد، ولكن أهلي يرفضون ذلك ويصرون على جعل العمل شرطاً لإتمام الزواج به بحجة أنه لا يملك سكناً خاصاً به أنقذوني أنا حائرة لا أريد أن أخسر وأعصي والدي ولا أريد أن أخسره نظراً لما يمتاز به من خلق ودين هل أطيع والدي أم زوج المستقبل إن شاء الله تعالى، مع العلم بأنني أعمل في مكان محترم وقليل الاختلاط؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن طاعتك لوالديك مقدمة على طاعة خطيبك؛ بل ليس عليك الطاعة لخطيبك فهو رجل أجنبي عنك لا علاقة له بك، وأما يخص العمل فالذي نراه أن الأمر يتعلق بحال العمل فإن كان عملك لا يترتب عليه محذور شرعي من خلوة أو غير ذلك من المحذورات فلا مانع أن تبقي فيه وتطيعي والديك في ذلك، ولأن مجرد وجود الرجال في مكان العمل بدون خلوة ولا ملامسة ولا انبساط بين الرجال والنساء ليس ممنوعاً، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في المجموع: وقد ثبتت الأحاديث الصحيحة المستفيضة أن النساء كن يصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده خلف الرجال، ولأن اختلاط النساء بالرجال إذا لم يكن خلوة ليس بحرام. انتهى.
وأخبري خطيبك أنك متى صرت زوجة له فإن حقه حينئذ في الطاعة مقدم على أبويك، فإن أمرك حينها بترك العمل فستتركينه، ولست حينئذ عاصية لوالديك بطاعتك لزوجك.
أما إن كان العمل فيه اختلاط محرم كخلوة أو مس أو غير ذلك فلا يجوز لك البقاء في هذا العمل لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وفق الله الجميع لطاعته.
والله أعلم.
العنوان هل طاعة الوالدين واجبة بإطلاق؟
المجيب د. عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/حقوق الوالدين والأقارب والأرحام
السؤال
هل يجوز للام أن تستغل سلطتها كأم (يجب طاعتها ولا يجوز بأي حال رفض طلبها، وذلك في غير معصية الخالق)؟ حيث إن أمي تأمرني بما لا أستطيعه، ثم تتهمني بالعقوق عند عدم تنفيذ ما تأمرني به، كما أنها دعت عليَّ بألا يقبل مني الله أي عمل صالح أفعله .فأرشدوني كيف أتعامل مع أمي؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد وضع نبينا صلى الله عليه وسلم ضابطاً لا يشذ عنه شيء، سواء في طاعة الوالدين، أو في طاعة الولاة، أو في طاعة غيرهم من الناس، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الطاعة بالمعروف". صحيح البخاري (7145)، وصحيح مسلم (1840).
فإذا كان الأمر فوق الطاقة، أو أمر بما لا تجب فيه الطاعة، فلا تجب الطاعة.
ومن ذلك ـ مثلاً ـ لو قالت الأم لابنتها : لا أسمح لك أن تصلي السنن الرواتب، من غير سبب شرعي، فهنا لا تجب الطاعة للحديث الذي ذكرته آنفاً، ولكن لا تجوز مواجهتها بسوء أدب.
ومثال آخر: لو قال الوالد لولده: لا أسمح لك أن تطلب العلم، من غير سبب واضح، فقط مجرد رأي، فهنا لا تلزم طاعته، لكن لا تجوز مواجهته بما يكره.
وعليه فلا تضرك دعوات أمك إذا كان سببها بغير حق، فكوني مطمئنة، واصبري على قسوتها وشدتها، فإن ذلك أعظم لأجرك، وأرفع لدرجاتك، ويمكنك أن تتحدثي مع أمك في ساعات أنسها عن طريقة تعاملها معك، أو حاولي عن طريق أبيك، أو عن طريق امرأة تؤثر عليها من أقاربكم، ممن يعرفون طريقة تعاملها معك. وفقك الله وأعانك .