الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أمابعد :
فإن من فضل الله علينا ونعمته أن منَّ علينا وجعلنا من المسلمين ..
ولقد أبان لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم أن في التمسك بدين الإسلام النجاة من كل سوء ، والرفعة وعلو الشأن في الدارين .. قال صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً : كتاب الله وسنتي " ..
وتاريخنا خير شاهد على ذلك ، فلما كانت الأمة متمسكة بكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم كانت هي صاحبة الكلمة النافذة ، والسيدة بين الأمم ..
ورغم بعد كثير من أبناء الإسلام عن دينهم في متأخر الأزمان ، إلا أن هذا الدين العظيم لايزال يكلؤهم بجميل فضائله ، وجزيل عنايته متى ماثابوا إلى رشدهم ، وعادوا إليه ..
ومامنا أحد إلا ويرجو أن يكون له السهم الأكبر ، والنصيب الأوفر ، في سبيل رد شئ من الجميل لدينه ، تنفيذاً لأمر الحق جل وعلا ، من مثل قوله سبحانه : (( ولينصرن الله من ينصره )) وقوله جل وعلا : (( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) ..
غير أن الملاحظ في هذا الشأن ، أن بعض الإخوة _ وفقهم الله _ يتردد كثيراً حين يقدم على فعل الخير ! ..
فهو لايرضى إلا أن يقدم شيئاً كبيراً للدين ، وإلا فإنه لن يقدم شيئاً البتة !! ..
ولقد جسد ذلك أحد الشعراء بقوله :
ونحن أناس لا توسط بيننا **** لنا الصدر دون العالمين أو القبر ! ..
ولو أن ذلك المتردد رجع قليلاً لقراءة نصوص الكتاب والسنة ، لعلم أن الله لن يكلفه مالا يطيق ، ولذا فإن المطلوب منه هو أن يبذل ما يقدر عليه ، وألايتراخى في نصرة الدين مااستطاع إلى ذلك سبيلاً ، قال الله تعالى : (( لايكلف الله نفساً إلا وسعها )) ، وقال صلى الله عليه وسلم : " اكلفوا من العمل ماتطيقون " ..
بل إن من النصوص مايبين أن فعل الخير مندوب إليه في كل حال ، وإن كانت المصلحة غير متحققة منه في ظاهرها !
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها " ؟! ..
هذا مع أن الساعة قد قامت ، ولامصلحة ظاهرة ترجى من غرس تلك الفسيلة ! ..
فكيف بعمل الخير الذي صارت منفعته ظاهرة ومتعددة في هذا الزمان ، ثم نحن رغم ذلك كله ، لازلنا نقدم رجلاً ونؤخر أخرى ! ..
ختاماً ..
نذكر بقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم : " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق "
ـــــــــــودمتــــم علــى خــــير ـــ اخوكم براك السديري