في دراسة بَنَت توقعاتها لثماني عقود مُقبلة
سخونة الجو تهدد بتقليص الناتج الزراعي للسودان 56% والسعودية 25%
جنيف: ماجد الجميل
قالت دراسة بَنَت توقعاتها لثمانية عقود مُقبلة أنَّ سخونة الجو العالمي قد تؤدي إلى خفض الناتج الزراعي العالمي بنسبة25 % في الدول النامية، وبنسبٍ تقل بمسافة بعيدة في الدول الصناعية، لكن المُعدَّل العام لانخفاض الناتج الزراعي قد يصل إلى 16% إذا لم يضع العالم حلولاً للمشكلة.
وقدَّمَت الدراسة التي أصدرها مركز التنمية العالمي (سنتر فور جلوبال ديفيلوبمنت) في واشنطن وصفاً للوضع الزراعي في كل دولة مِن دول العالم في عام 2085، لكنها قالت إن الدول النامية والفقيرة ستعاني أكثر مِن غيرها لأن مناخ العديد منها بالأصل أكثر سخونة مِن الدول الصناعية،ولأن درجة حرارة الدول القريبة مِن خط الاستواء باتت قريبة أو تجاوزت درجات الحرارة الملائمة للزراعة.
وطبقاً للدراسة التي أعدّها وليام كلاين، بروفيسور علم الاقتصاد السابق بجامعة برنستون، فإنَّ السودان، على سبيل المثال، سيخسر 56% من ناتجه الزراعي، والسنغال 52 %، والسعودية 25%، والبرازيل17%، و11% في الأرجنتين. على النقيض مِن ذلك ستخسر الصين والولايات المتحدة، وكلتاهما على مستوى واحد مِن الارتفاع، بدرجة أقلّ (7% للصين و6% للولايات المتحدة) ونسبة خسارة الولايات المتحدة تُساوي المعدل العام لخسارة الإنتاج الزراعي في الدول المُتقدِّمة. أما كندا، التي ستستفيد مِن نقل زراعة غلّتها مِن الحبوب نحو الشمال، فستخسر نسبة 2.2%.
يقول كلاين، المتخصص في اقتصاديات الدول الناهضة، إن تأثير التغيِّرات المناخيّة على الهند، ثاني أكبر مُنتج للسُكَّر والحنطة والأرز، سيكون عميقاً، فالإنتاج هناك قد ينخفض بنسبة 38%، لكن انخفاض الإمدادات الغذائية وتعاظم عدد السكان في الهند وغيرها مِن الدول يعني انفجار قنبلة الجوع، حسب تعبيره.
وقال إنه بات أمراً مُلزماً على الدول الصناعية وغير الصناعية التنسيق فيما بينها لمحاربة الاحتباس الحراري "ومن دون ذلك ستصبح قضية المناخ مسألة تجارية رئيسية تُطرح أمام منظمة التجارة العالمية."
غير أن الخبير القانوني بمنظمة التجارة، سكوت أندرسون، قال لـ "الوطن" إنه لم يسمع بأن سخونة الجو هي قضية تجارية ومِن غير المُرجَّح أن يحدث هذا. وتساءلَ "ما الذي بإمكان دولة أن تفعله؟ هل ترفع دعوى قضائية ضد ممارسات دولة أخرى جرت قبل عقودٍ مِن السنين؟
وأضاف: يصعب تطبيق القانون في قضايا ارتفاع سخونة الجو مثلما يصعب معرفة تأثيرات الاحتباس الحراريّ على مدى ثمانين عاماً مُقبلة.