"تِدَلَّلْ" في مكة والمدينة ..عمرة (V.I.P) بمئة ألف درهم فقط...
أهلا بك في العام الهجري (1428)..
سيارة ليموزين سوداء طويلة ستكون في إنتظار (م.أ) قبل أن ينتقل من المطار إلى غرفته الفخمة بإحدى فنادق النجوم الخمس بمكة المكرمة، التي سيدفع لها 80 ألف درهم لقضاء العشر الآواخر من رمضان، وسيخدمه فريق خاص.
نوعية العمرة تلك الـ(V.I.P) نمت في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، ونبهت منظمي الحملات إلى أهميتها كمشروع تجاري يدر عليهم ذهبا، فتنافست المكاتب على جذب هؤلاء المعتمرين وفق برامج خاصة (سرية للغاية).
ومع عدم وجود نص واضح أو فتوى تحرم ما تسميه الجهات الدينية بالإسراف أو ما يسميه المعتمرون بأنه حقهم المشروع في مالهم، ازدادت أعداد من ينفقون أكثر من 100 ألف درهم في العمرة الواحدة (الدولار = 3.67درهم).
أعدادهم في ارتفاع:
ويقول صاحب حملة "الشارقة للعمرة"، جمال محمد خليفة "إن أعداد الطالبين لخدمات (V.I.P) ارتفعت مقارنة بالعام الماضي"، وأضاف "أعددنا برنامجا خاصا بأربعة أشخاص مقتدرين بمبلغ 95 ألف درهم، لكل واحد منهم".
وينفق كل 4 (V.I.P) ما ينفقه نحو 100 معتمر ضمن الحملات الشعبية، ويوجد بين كل 100 معتمر 3 أو 4 معتمرين أثرياء ينفقون ما يصل إلى 500 ألف درهم، فيما ينفق البقية وعددهم 94 مبلغا مماثلا.
ورفض معتمر ثري تحدث لـ"لأسواق.نت" وصف إنفاقه 100 ألف درهم في رحلة العمرة بالإسراف، قائلا "إن الله أنعم عليَّ بالمال وأنا أصرفه فيما يرضيه، وأحتاج إلى خدمة من نوع خاص".
في الموضوع نفسه يقول صاحب مكتب التوحيد للعمرة في أبوظبي رضا فايد لموقعنا "نفصِّل البرنامج على ميزانية العميل، ولدينا إمكانية أن نوفر له برنامجا يصل إلى 100 ألف درهم، يعطيه حتى حق اختيار نوعية السيارة التي تستقبله في المطار"، ويضيف رضا "هذا البرنامج فقط موجه للأثرياء والمقتدرين".
المجتمع طبقات :
ويدرك رضا الذي يوصي بالوسطية أن المجتمع مقسم إلى طبقات لذلك يوفر مكتبه "عمرة الفقراء" بمبلغ 1600 درهم، تتضمن تكاليف النقل برا، والسكن في جماعات (3 أو 4 معتمرين في غرفة واحدة)" .
أما البرنامج الثاني والأكثر انتشارا بين الجمهور فيترواح سعره بين 6 إلى 7 آلاف درهم، ويضم النقل جوا والإقامة في فندق 4 نجوم قريب من الحرم، وخدمات الرعاية الطبية وتقديم بعض الهدايا.
وهناك برنامج خاص للأثرياء حسب نوعية الخدمة المقدمة، يصل إلى 100 ألف درهم،
80 ألف منها تذهب لإيجار الغرفة الفندقية الفخمة الواحدة للعشر الآواخر من رمضان.
وينتقد مراقبون ورجال دين تلك الحملات والإفراط في فخامتها ويعتبرونها نوعا من التعالي والتفريق بين المعتمرين، لكن لا يوجد أي تشريعات تضبط ذلك فيما يبدو أن سوق العمرة تخضع لقوانين "التجارة الحرة".
عمرة وتواصل مع "البورصة":
ويتسائل معتمرون فيما بينهم حول جدوى العمرة، مع كل هذا الترف المبالغ فيه والذي يصل أحيانا إلى فريق خاص بخدمة (V.I.P) تعتني بغسل كؤوسه وتوفير أجهزة الكمبيوتر والإنترنت الذي تعطيه فرصة التواصل مع "أسواق المال" في مكان يفترض ألا يتواصل فيه العبد إلا مع ربه.