اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خريص بن مناع
الجساس1399:لا هنت يالغالي بذكرك لسيرة هذا الرجل الأمير عمرو بن كلثوم
أحد أركان شعراء الجاهلية وصاحب أحد المعلقات السبع ( العشر )
ولي إضافة على هذه النبذة سأورد معلقته الشهيرة:
ألا هبي بصحنك فأصبحينا=ولا تبقي خمور الأندرينا
مشعشعةً كأن الحص فيها =إذا ما الماء خالطها سخينا
تجور بذي اللبانة عن هواه =إذا ما ذاقها حتى يلينا
ترى اللحز الشحيح إذا أمرت =عليه لماله فيها مهينا
صبنت الكأس عنا أم عمرو = وكان الكأس مجراها اليمينا
وما شرّ الثلاثة أم عمرو = بصاحبك الذي لا تصبحينا
وكأس قد شربت ببعلبك = وأخرى في دمشق وقاصرينا
وإنا سوف تدركنا المنايا = مقدرةً لنا ومقدرينا
قفي قبل التفرق يا ظعينا =نخبرك اليقين وتخبرينا
قفي نسألك هل أحدثت صرماً =لوشك البين أم خنت الأمينا
بيوم كريهةٍ ضرباً وطعناً = أقرّ به مواليك العيونا
وإن غداً وإن اليوم رهن = وبعد غدٍ بما لا تعلمينا
تريك إذا دخلت على خلاء =وقد أمنت عيون الكاشحينا
ذراعي عيطل أدماء بكر =هجان اللون لم تقرأ جنينا
وثدياً مثل حقّ العاج رخصاً = حصاناً من أكف اللامسينا
ومتنى لدنةٍ سمقت وطالت =روادفها تنوء بما ولينا
ومأكمةً يضيق الباب عنها = وكشحاً قد جننت به جنونا
وساريتي بلنطٍ أو رخام =يرن خشاش حليهما رنينا
فما وجدت كوجدي أم سقب= أضلته فرجعت الحنينا
ولا شمطاء لا يترك شقاها = لها من تسعةٍ إلا جنينا
ذكرت الصبا واشتقت لما = رأيت حمولها اصلاً حدينا
فأعرضت اليمامة واشمخرت =كأسياف بأيدي مصلتينا
أبا هند فلا تعجل علينا=وأنظرنا نخبرك اليقينا
بأنا نورد الرايات بيضا = ونصدرهن حمراً قد روينا
وأيام لنا غرّ طوالٍ =عصينا الملك فيها أن ندينا
وسيد معشر قد توجوه = بتاج الملك يحمي المحجرينا
تركنا الخيل عاكفةً عليه = مقلّدةً أعنتها صفونا
وأنزلنا البيوت بذي طلوحٍ =ألى الشامات تنفي الموعدينا
وقد هرّت كلاب الحي منّا = وشذّبنا قتادة من يلينا
متى ننقل إلى قومٍ رحانا =يكونوا في اللقاء لها طحينا
يكون ثفالها شرقيّ نجدٍ = ولهوتها قضاعة أجمعينا
نزلتم منزل الضيّاف منّا = فأعجلنا القرى أن تشتمونا
قريناكم فعجّلنا قراكم = قبيل الصبح مرداةً طحونا
نعمّ أناسنا ونعفّ عنهم =ونحمل عنهم ما حملونا
نطاعن ما تراخى الناس عنّا =ونضرب بالسيوف إذا غشينا
بسمرٍ من قنا الخطيّ لدنٍ =ذوابل أو ببيض يختلينا
كأن جماجم الأبطال فيها = وسوق بالأماعز يرتمينا
نشق بها رؤوس القوم شقاً =ونختلب الرقاب فتختلينا
وإن الضغن بعد الضغن يبدو= عليك ويخرج الداء الدفينا
ورثنا المجد قد علمت معدّ = نطاعن دونه حتى يبينا
ونحن إذا عماد الحي خرت=عن الأحفاض نمنع من يلينا
نجذ رؤوسهم في غير بر = فما يدرون ماذا يتقونا
كأن سيوفنا من ومنهم = مخاريق بأيدي لاعبينا
كأن ثيابنا منّا ومنهم = خضبن بأرجوان أو طلينا
إذا ما عيّ بالأسناف حيّ= من الهول المشبّه أن يكونا
نصبنا مثل رهوة ذات حد =محافظةً وكنّا السابقينا
وإن شاء الله سأقدمها كاملة في موضوع مستقل
في القسم المخصص للقصائد
وللعلم : فإن إلى هذا الأمير الشاعر ينتسب الدواســـر الــتــغالــبــة
كل الشكر والتقدير أخوي الجساس 1399
أخوك: خــريــص بــن مـــنـــّــاع الحـــقـــبــانــي.
|
المعلقة
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا =
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا=
تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ =
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ =
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو =
وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو =
وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ =
وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا =
قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا =
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً =
بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً =
وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ =
تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ =
ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ =
وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً =
ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ=
وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا =
وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ =
فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ =
ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا =
تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا =
فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ =
أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا =
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً =
وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ =
وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ =
تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ=
وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ =
وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا =
مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا =
يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ =
نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا=
قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ =
نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ =
نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا=
بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ =
كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا =
نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا=
وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو=
وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ =
وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ=
نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ =
كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم=
كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ =
إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ =
نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ =
بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً =
حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً =
فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ =
وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ =
بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ=
أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا =
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا=
بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ =
بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ=
تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً =
فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ=
إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ=
عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ=
فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ=
وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ=
وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ=
وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً =
وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ=
وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ =
مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ =
وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً=
وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى=
وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى =
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا =
وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا =
وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا =
فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ =
فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا =
إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ =
أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ =
عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي=
عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ =
إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً =
كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ =
وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ =
وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً =
وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ =
عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ =
أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً =
لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً =
تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ =
إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا =
يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ =
ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ =
وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ=
كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ=
يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي=
وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ=
بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا =
وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا =
وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا=
وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا =
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً =
أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا =
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً =
مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا =
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ =
ابو زيد الغييثي