ألأخوة أعضاء وقراء منتدى قبيلة الدواسر
إليكم قصة في حقوق الجيران التي أوصى بها دينكم وحرص عليها أسلافكم ولنضرب مثالاً بقبيلة من قبائل الدواسر (الوداعين) وإلا فكل قبائل الدواسر لهم شأن عظيم مع الجار كيف لا وهم ( وداية جارها من جدارها ) اللقب الذي عرفوا به بين قبائل الجزيرة .
حق الجيرة
للجار حق كبير ومن ذلك العفو والتسامح عنه وعن ذويه حتى وإن كان الجار مخطئا كما يقول الشاعر العربي (1):
أقول لجاري إذ أتاني معاتبا= مدلا بحق أو مدلاً بباطل
إذا لم يصـل خـيري وأنت مجاوري =إليك فما شري إليك بواصل
حول هذا كان رجل من العصمة من قبيلة عتيبة ساكناً إحدى دول الخليج طلباً للرزق بمهنة الغوص , وفي أحد الأيام تشاجر أبناؤه مع أبناء جيرانهم فاستفزع الجيران بأحد أقاربهم فقال لأبناء العصيمي بعد توبيخهم : "يا سودان الوجيه." ذهب الأبناء إلى والدهم وأخبروه بما قال لهم جارهم فتمنى لو كان جيرانه من قبيلة الدواسر إذ أنهم يعرفون حق الجيرة فقال هذه الأبيـات (2):
إن كان يطـري السود ما حن بسودان = السود للي جارهم يضربونه
البيــت بـين بيـوتهـم دلـو شــطان = ما فيهم اللي بالذرا حال دونه
هـو ليـه ماسـوى سـوات ابـن ودعــان = قصيرهم من رأس جدر يدونه
ويقصد في البيت الأخير قصة ابن خليّف الودعاني الذي طـاح الجـدار على جـاره فدفع ديته لذويه .
وهذا ابن سريع من أهل السر يتوجد أيضا على جيرة الوداعين فيقول بعد أن لاقى الضيم(3):
يا بير ليتك للوداعين جاره = ولا لقصر سويدٍ يم داورد
ويقول ابن شعـوي القحطـاني ذاكراً كـريم خصالهم ، وحسـن تعاملهم مـع أبنـاء جيرانهم (4) :
قصيرهم يدعى على أم الشحومي = ولا بكى ورعه مع السوق مضروب
وصدق الشاعر العربي في قوله :
وتلقى جارنا يُثني علينا = إذا ما حان يوم أن يبينا
***
شرح غريب الألفاظ:
شطان: حبال معترضة توضع على فوهة البئر تشد الدلو أفقيا حتى لا يلامس حافة البئر .
جدر: جدار .
يدونه : يسوقون ديته .
داورد : اسم للدوادمي .
المراجع:
(1) بهجة المجالس وأنيس المجالس للقرطبي (1/290).
(2) منتقى الأخبار للقحطاني ص27.
(3) معجم عالية نجد ابن جنيدل (2/540).
(4) رياض من الأدب الشعبي لابن ذهيبان ص138.
المصدر : المدون من قصص الدواسر / مسفرمحمد الشرافي