علماء الدين لـ الوطن رداً على تضعيف عدنان عبدالقادر للحديث
صيام الـ ...6 صححه مسلم و«المالكية»
كتب فواز العجمي وعبدالرزاق النجار:
أكد عدد من علماء الدين لـ «الوطن» انه لا صحة لما أثاره الشيخ عدنان عبدالقادر في المقال الذي نشرته «الوطن» امس من انه لا توجد افضلية لصيام ستة من شوال وانه كغيره من الشهور التي يجزي صيام ستة ايام منها عن صيام الستة من شوال موضحين ان علماء المالكية الذين اعتمد عليهم الشيخ عدنان في كتابته قد اوضحوا ان الامام مالك ـرحمه اللهـ تعالى كره ذلك مخافة ان يُلحق برمضان ماليس منه من أهل الجهالة والجفاء وأما الرجل في خاصة نفسه فلا يكره له صيامها مؤكدين ان تضعيف الكاتب لما صححه الامام مسلم امر غير مقبول لحرص الامام مسلم على الوثوق بما في كتابه، وقد تعود الناس على هذا الحديث منذ 1400 عام مشيرين إلى ان من قال بالكراهة قالها لاعتبارات لا ترجع إلى نص الحديث ولا رد لخصوصية الست في شوال وقد ورد نفي الخصوصية في بعض كتب المالكية وفي ما يلي أقوال العلماء لـ «الوطن»:
في البداية اوضح عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية سابقاً د.عجيل النشمي ان في مقال الداعية عدنان عبدالقادر ما يحتاج إلى تنبه، كذكره ان لا خصوصية لشوال في صيام هذه الايام الستة وهو ما يعتبر مخالفة لرأي جمهور الفقهاء القائلين بخصوصيته كما سيتبين لاحقاً كما انه بين في مقاله ان الامام مالك لا يرى تخصيص شوال بصيام الستة وتضعيفه لحديث مسلم عن ابي ايوب الانصاري وهذا ما يستحق التنبيه عنه متمنياً لو ان الكاتب واطلع على الموسوعة الفقهية ليجد فيها الجواب الوافي لذلك ومنها ان الشافعية وبعض الحنابلة ذهبوا إلى افضلية تتابع صيام الستة من شوال بعد العيد مباشرة لاجتناب ما في التأخير من آفات، مبينا ان الموسوعة بينت ان جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة ومتأخري الحنفية ذهبوا إلى انه يسن صوم ستة ايام من شوال بعد صوم رمضان لما روى ابو ايوب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر» اخرجه مسلم وهو صحيح صححه العلماء وحقق ذلك الشيخ العلامة ناصر الدين الالباني وقال حديث صحيح في صحيح الجامع والمسند الصحيح وعن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: «صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وستة أيام بعدهن بشهرين فلذلك تمام سنة» اخرجه الدارمي واسناده صحيح، ما يعني ان الحسنة بعشرة أمثالها فالشهر بعشرة أشهر والأيام الستة بستين يوماً فلذلك سنة كاملة.
واوضح الدكتور النشمي ان الشافعية والحنابلة صرحوا بأن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يعدل صيام سنة فرضاً وإلا فلا يختص ذلك برمضان وستة أيام من شوال لان الحسنة بعشرة أمثالها مبيناً ان الموسوعة الفقهية بينت كذلك انه نقل عن ابي حنيفة رحمه الله تعالى كراهة صوم ستة من شوال متفرقاً كان او متتابعا وعن أبي يوسف كراهته متتابعاً لا متفرقاً لكن عامة المتأخرين من الحنفية لم يروا به بأساً كما قال ابن عابدين نقلاً عن صاحب الهداية في كتابه التجنيس والمختار انه لا بأس به لأن الكراهة إنما كانت لأنه لا يؤمن من أن يعد ذلك من رمضان فيكون تشبهاً بالنصارى، والآن زال ذلك المعنى كما اعتبر الكاساني محل الكراهة ان يصوم يوم الفطر ويصوم بعده خمسة ايام فأما إذا أفطر يوم العيد ثم صام بعده ستة أيام فليس بمكروه بل هو مستحب وسنة، وكره المالكية صومها لمقتدى به ولمن خيف عليه اعتقاد وجوبها إن صامها متصلة برمضان متتابعة وأظهرها أو كان يعتقد سنة اتصالها فإن انتفت هذه القيود استحب صيامها قال الحطاب في المقدمات: كره مالك رحمه الله تعالى ذلك مخافة ان يلحق برمضان ماليس منه من أهل الجهالة والجفاء وأما الرجل في خاصة نفسه فلا يكره له صيامها.
وختم الدكتور النشمي حديثه بأنه يلحظ مما تقدم ان من قال بالكراهة قالها لاعتبارات لا ترجع إلى نص الحديث ولا رد لخصوصية الست في شوال وقد ورد نفي الخصوصية في بعض كتب المالكية.
وبدوره اوضح استاذ الشريعة والدراسات الاسلامية د.عبدالمحسن زبن المطيري ان احاديث الصحيحين حظيت عند الامة بالقبول لاسيما ما جرى عليه العمل كهذا الحديث «صيام ستة من شوال» فهو حديث يعمل به منذ اكثر من 1400 سنة ونادراً ما تحدث أحد عن شذوذ الحديث بالاضافة إلى اننا نعلم ان الامام مسلم اوثق واعلم من الشيخ عدنان عبدالقادر بالحديث فحكم الامام مسلم على هذا الحديث بالصحة يلغي غيره لتأكده مما يقول مبيناً ان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في نص الحديث «من صام رمضان واتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر» فقيل الدهر ولم يقل السنة فتعليل الشيخ عدنان بين ان معناه السنة وعلل عليه انه يتبين من ذلك ان أي يوم في السنة يصلح لذلك وليس فقط شوال ولكن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال كصيام الدهر موضحاً ان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن خلال الحديث حددها في شهر شوال فلو قلنا ان المقصود أي شهر من شهور السنة فإنه ينتفي بذلك التحديد وكذلك يتضح من قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ «اتبعه ستاً من شوال» مما يدل على المتابعة والمباشرة وليس البعد بين الشهور.
واوضح الدكتور الزبن ان كل هذه القرائن تدل على ان الحديث صحيح ويدل على فضيلة صيام ستة من شوال كما ان هناك حكمة ظاهرة من الحديث وهي ان الناس نشيطة في الطاعة ومتعوده على الصيام فالامر بصيام ستة من شوال بالذات له حكمة في ذلك وليس بصحيح ما يقال بأن أي شهر من شهور السنة يجزئ كون الناس كلما ابتعدوا عن رمضان فإن النفوس تكسل وتبعد عن الطاعات كما ان ابن رشد وهو مالكي المذهب قال في بداية المجتهد ان الامام مالك افتى بذلك لعدم ورود الحديث والان نحن نقول به لصحة الحديث فحتى المالكية الذين يعتمد عليهم الشيخ عدنان عبدالقادر رجعوا عن هذا القول.
في اتصال هاتفي لـ «الوطن» مع احد الدكاترة المتخصصين في الحديث بين انه كان من المفترض ألا يتطرق الشيخ عدنان عبدالقادر لمثل هذه المواضيع في مثل هذه المواضع دون تفصيل وتوضيح مبيناً أنه لا توجد مقارنه في ان يصحح الحديث الامام مسلم ويقوم الشيخ عدنان عبدالقادر بتضعيفة مشيراً إلى ان مثل هذه المواضيع تحتاج إلى تفصيل وتوضيح بشكل علمي دقيق حتى لا يتم التشويش على افكار الناس.
ومن جهته اشار مبارك البذالي ان حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حول صيام ست من شوال لم يضعفه أي من العلماء المعاصرين، واكدوا ان صيام ستة من شوال له افضلية عن غيره من شهور السنة فهل يعقل ان اولئك العلماء الافاضل رحمهم الله كأمثال الشيخ الالباني ـ رحمه الله ـ مجدد الحديث ومصححه في عصرنا يروجون لحديث ضعيف، مبيناً ان قول الصحابي حجة مالم يخالفه قول صحابي آخر.
جريدة الوطن الكويتية : الاثنين 30/10/2006