وتجد من شروط النساء في المدن قبل الزواج أن لا تكون زوجة ثانية، أو تحل عليها زوجة أخرى في ما بعد.
ولكن الوضع في البادية على عكس ذلك تماماً، فسرعان ما تقبل المرأة بأن تكون زوجة ثانية أو ثالثة وحتى إن تطلب الأمر أن تكون رابعة، وقد يصل الأمر بها إلى أن تبحث عن زوجة أخرى لزوجها، فالزوجة الثانية تعد أمراً طبيعياً لدى النساء في البادية فيما رجال البادية يؤكدون أن زوجة واحدة لا تكفي.
يقول الشيخ مصلح بن ثعلي: «إن الزوجة الثانية والثالثة والرابعة موجودة بكثرة في أوساط البادية، وكانت في الماضي من باب المفاخرة والمضاهاة وإكثار النسل، وأصبح هذا موروثاً لدى قلة من البدو، وذلك من باب المفاخرة».
وأشار في الوقت نفسه إلى وجود رجال من البادية كانوا يتزوجون في الماضي اثنتين أو ثلاثاً أو أربعاً وهم لا يملكون دخلاً ثابتاً.
وأضاف ابن ثعلي أن شيوخ القبائل في الماضي عادةً ما تعرض عليهم نساء كهدايا من قبل آبائهن، حتى وإن كان الشيخ متزوجاً، فمثلاً يقول والد الفتاة: «يا شيخ فلان اقبل ابنتي فلانة هدية»، فلا يجد الشيخ عندها إلا الموافقة على الزواج منها، وإلا عدّ رفضها عيباً عليه.
وأكد أن ظاهرة الزوجة الثانية الآن في البادية بدأت تقتصر على الرجال المقتدرين مادياً فقط، نتيجة لتغير الظروف المعيشية عن السابق، فالمرأة في الوقت الحاضر لا تقبل إلا برجل مقتدر، خلافاً عن قريناتها في الماضي.
ويرى عبدالله العتيبي أن الزوجة الثانية تدخل حياة الرجل لأسباب عدة، منها إباحية تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية، وقدرة الرجل على الإنفاق والعدل بين الزوجتين، إضافة إلى أن الزوجة الأولى ربما تعاني من أمراض أو مشكلات تضطر زوجها إلى اللجوء لخيار الزواج من أخرى.
وبالنظر إلى منازل السعوديين المتزوجين بامرأتين تجد البعض منهم يعيش في سعادة تامة بعيدة من المشكلات.
ويرجع العتيبي ذلك إلى عدل الزوج ومساواته بين نسائه، أما البعض الآخر فيدخل في دوامة من المشكلات التي لا تنتهي، نتيجة عدم تفاهمه مع زوجتيه والتفريق بينهما، فغالباً ما يفضل الزوجة الثانية على الأولى، كونها جديدة في حياته، ويخشى أن يفقدها.
ويضيف أن من نتائج مشكلات تعدد الزوجات كثرة الذهاب إلى العيادات النفسية، والجلسات لدى الاختصاصيين النفسيين سواءً من جانب الرجال أو النساء، والكراهية بين أبناء الرجل الواحد، إذ أن كلاًّ منهم ينتمي إلى والدته أكثر من والده.