السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أماقبل :
نهنئ أنفسنا بعودة المنتدى الذي شعرنا بالغربة بإبتعادنا عنه .
أما بعد :
فهذه مشاركتي الأولى بعد الإنقطاع :
سعيد بن واحش رحمه الله
رحم الله الشاعر (سعيد بن واحش) وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة...
عرفته من خلال قصائده الصادقة المتناثرة هنا وهناك فأحببته في الله دون
أن ألتقى به أو أحادثه أو حتى يعرفني ....
كان من خيرة الشعراء خلقاً وشعراً وتواضعاً , ومن أشهر قصائده
قصيدة الفلوجة ذائعة الصيت التي يقول في مطلعها :
ياخاطري كل ضيقةٍ مفروجة=والله على جيش التحالف قاوي
البيت الأبيض وإن علا ببروجه=ينهد فوق الغاوي ابن الغاوي
الأربعاء ماقبل الماضي شارك معنا بقصيدة في أحد المنتديات ثم سافر من أجل
زواجه الذي حدد موعده يوم السبت , ولكن أراد الله عز وجل أن يختاره إلى جواره
بعد أن تعرض إلى حادث مروري مساء يوم الخميس , أسأل الله أن يسكنه الجنة
ويزوجه من الحور العين .
الأبيات التالية ليست رثاء بقدر ماهي نصيحة لنفسي في المقام
الأول ولإخواني الكتاب في الإنترنت بأن نسعى جميعاً لتقديم مايسرنا يوم
القيامة أن نراه .
دنياً تدور وكلّ من فوق الثرى بيزور مثواه الأخير=والدايم اللي مستوي فوق العروش وبأمره الدنيا تدور
الموت مايعرف كبير ولاصغير ولافقير ولاوزير=تخطّف أرواح البشر من كلّ نوعيّة على مرّ العصور
والمشكلة نبصر وشفنا هادم اللذات يجتاح الكثير=لكنّها تعمى القلوب السادرة في غيّها بأقصى الصدور
سعيد بن واحش قبل يومين معنا يكتب الشعر المثير=واليوم في جوف اللحد بين الجنايز والنصايب والقبور
الله ولابعض العلوم اللي توثّم في معاليق الضمير=خبر وفاته هزّني هزّ الزلازل للجبال أم الصخور
لاشك مهما كان نؤمن بالقضا ونكفكف الدمع الغزير=ونعزّي أنفسنا بذكراه الحميدة طول مشوار الحضور
ترثيه جزلات القصايد والبيوت اللي كما نفح العبير=من قمة المعنى إلى روضة تعابيره إلى عذب البحور
تاريخ ناصع بالبياض وخطوةٍ تأبى على الذلّة تسير=والهامة اللي ماطراها تنحني ياكون للرب الغفور
ماسخّر أشعاره سوى للدين والحكمة وللرأي البصير=يوم الزمن ذاه أكثر الشعّار شغّالٍ على بند الأجور
عساه في الفردوس ينعم بالرخا فوق الأرائك والسرير=مابين رؤية ربّنا الرحمن ومْلاعب شبيهات البدور
والله يجعلنا من اللي يخدمون الدين في العمر القصير=كلٍ بيفنى مير يبقى ماكتبنا في غياهيب السطور
العاقل اللي في حياته حاسبٍّ حْساب تقرير المصير=للنار والجنة ليا نشرت صحف الأعمال في يوم النشور
.