::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - تخطي الحدود .. كسر القيود

التربية والتعليم في وطننا تواجه العديد من الصعوبات والتحديات، وليس هذا الأمر حديث العهد بقدر ما يعكس واقعًا أسهمنا جميعًا فيه عبر عقود من الزمن، حتى وصل هذه المرحلة.إلاّ أن ما يطمئننا هو الشعور المتزايد من القيادة السعودية بأن شيئًا قد أُعدّ ضمن خطوات لابد أن نتّبعها للخروج من النفق، وهناك ضوء ملموس في نهايته، يتجلّى ذلك بوضوح اليوم أكثر من أي وقت مضى. بعضنا -سامحهم الله- يضعون الحواجز والعقبات دون أن يستشعروا الثمن الباهظ الذي يدفعه المجتمع ككل، وأضرب على ذلك مثلاً يمكن أن يُقاس عليه أمور أخرى مصيرية، قبل خمسة عشر عامًا تم تنبيه ديوان الخدمة المدنية عن تشبع الاحتياج من خريجي وخريجات معظم الكليات النظرية وتم الإشارة إليها بوضوح، مع التأكيد بأن الاستمرار في الوضع السابق المشار إليه سوف يقود إلى البطالة، وانسجامًا مع هذا المطلب قررت جامعة أم القرى تجميد القبول في بعض التخصصات النظرية، وفتح خمس كليات علمية تباعًا بدءًا من كلية الطب، ثم العلوم الطبية، ثم كلية الصيدلة، وكلية طب الأسنان، وكلية للحاسبات، إلاّ أن هذا القرار ووجه بمقاومة كبيرة، وتشكيك في النوايا، وعندما تم تجاوز هذه الأصوات والشروع في التنفيذ، وأصبح شيئًا ماثلاً للعيان شرع بعض عمداء بعض الكليات النظرية ووكلائهم في الاستقالة تباعًا، وتم استبدال بعضهم، ولم يمضِ شهور قليلة حتى عاودوا نفس الموقف، وقدموا استقالاتهم، ولعل ما يثير الاستغراب هو طلب الشفاعة لقبول أبنائهم وبناتهم في الكليات العلمية الجديدة المشار إليها آنفًا إدراكًا منهم بأهمية هذه الكليات بما يعين أبناءهم على تجنب البطالة التي دق ناقوس خطرها بداية من وزارة الخدمة المدنية.كان هذا الأمر بمثابة ازدواجية في الشخصية، وإلاّ كيف يرتضون لأبناء الآخرين ما لا يرتضونه لأبنائهم، هذا الأمر لمسناه في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وفي التوظيف في بعض القطاعات وبرنامج الرياضة للبنات، وبرنامج اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية وغيره، ويمكن القول إن الأسوار والموانع والعقبات تؤكد على أن هذه الأمور تحدّ من حركتنا وتطلعاتنا وقدرتنا على الفعل والإنجاز، وهناك ما يشير أن هذه العوائق قائمة في داخل بعضنا، قائمة في الذات، أي أننا نعيق أنفسنا بأنفسنا، وبالتالي فإن تخطي الحدود يستلزم كسر القيود الكامنة في الداخل، لابد من الاستفادة القصوى من القوى الإيجابية الكامنة في داخلنا لرفع الحواجز، وفتح حدود المعرفة والإنجاز صوب آفاق لا نهائية، نحن أبناء حضارة وثقافة مميّزة تنطوي على قدرات وقوى مكنونة تنتظر خروجها لنحقق وننجز. لابد من الإيمان الشديد بقوة بلادنا وقدرتها على النهوض من عثرتها، وتجاوز أزمتها الراهنة ومواجهة تحديات الحاضر، واستشراف آفاق المستقبل.ومَن يتهيّبْ صعود الجباليعشْ أبدَ الدّهرِ بين الحفر
سهيل بن حسن قاضي