::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

من يراقبهم؟

ما كلماتي الا نصيحة محب للقائمين على الشركات والمصارف الاسلامية حتى يكونوا فعلاً شركات ومصارف محل ثقة بين الناس، لا ان تدور حولهم الشكوك والاوهام. ان كل مصرف او شركة التزمت في شعارها انها وفق الشريعة وضعت هيئة اسمها المراقبة الشرعية، وعينت المختصين او انتدبت من ترى فيه الثقة. الذي يهمنا ما هو الشيء الذي يلزمهم للالتزام بقواعد الشريعة، ونحن نشهد فتاوى متعددة متنوعة جامعة بين ما هو متناقض في اباحة بعض المعاملات ومنعها، واذا قلنا ان الامر فيه باب الاجتهاد وتبين لهم الراجح في حكم المعاملة فهذا لا شيء فيه، لكن من يضمن انهم ملتزمون بما اعلنوا عنه ومن يطمئن الى مصداقية شعاراتهم، قد يكون الجواب انه يوجد عندنا في شركاتنا ومصارفنا هيئة اسمها الرقابة الشرعية تقوم بمراقبة المعاملات ومدى سيرها وفق النظام، هذا هو الجواب المشترك بين جميع الجهات المعنية، لكن الحقيقة انه لا تضمن سلامة سير هذه المصارف بوجود هيئة رقابة، وذلك لعدة امور اولها: انه لا يوجد تشريع او قرار من جهة مختصة ينظم اعماله، فهذا المراقب يسير وفق ما يريد مصرفه وشركته فلا يتمتع بالاستقلالية المالية والادارية التي تمكنه من اداء عمله على اكمل وجه، وهو في النهاية موظف تحت رحمة الشركة، قطعاً لن يتعارض مع مصدر رزقه وايضاً لا يوجد ما يلزم البنوك والمؤسسات المالية الاسلامية بالتعامل مع المراقب او المدقق الشرعي او حتى الاخذ برأيه، فهو مجرد رأي استشاري، اذاً حتى نضمن سيرها وفق ما اعلنت عنه بأنها اسلامية، تحتاج الى أن تكون هيئة الرقابة جهة مستقلة تتبع البنك المركزي او ديوان المحاسبة تقوم بالتدقيق على معاملاتهم، فأموال الناس ليست لعبة يتجاذبها كل من وضع اعلانا وكتب عليه انه اسلامي، والناس يثقون به ويضعون اموالهم ثم لا يجدون ما سمعوا عنه الا الاسم فقط. فهذه الكلمات رسالة الى من يهمه الامر ورسالة الى ممثلي الامة لتشريع قانون ينظم عمل المصارف الاسلامية بأنواعها، وايجاد جهة رقابة مستقلة تقوم بالكشف على اعمالها وتحاسب المقصر، ويكون لها دور في تنظيمها، خصوصا مع ما نشاهده من فوضى في تعيين المراقبين. فكل شركة او مصرف يعين من شاء ممن هو محسوب عليه فكراً من باب تنفيع، القريب افضل من البعيد واغلبهم ليسوا بمتفرغين للعمل، مجرد انتداب ولا تجتمع الهيئة الرقابية الا بالشهر والشهرين والمُعين في الشركة لا دور له الا عرض الاعمال.
والله المستعان.

علي العبدالهادي
17\7\2009
جريدة القبس
alial-abdulhady@hotmail.com
ww.qsasa.com