::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - الجلسات المحمومة في الإجازات المفتوحة !!!!!!!

بقلم: الشيخ فوزان بن سليمان بن فيصل الفوزان حفظه الله
حلت الأجازة علينا ضيفا كريما ، وتبوأت منا مكانا شريفا ، ففرحت بها النفوس وبذلت من أجلها الفلوس وعملت لقدومها النقوش ، وأشربت لها الأعناق فرحا ليوم التلاق ، نعم تلاقي الأحبة الكرام والأخوة والأعمام ، تلاقي كله فرح وسلام ، وبذل ووصال ، وأخوة ووئام ، وتصافح عن هفوات الأيام وزلات الأقدام ، ففي العطلة تتماسك الأيدي وتتقارب القلوب وتتواصل طلبا لمغفرة علام الغيوب ومصرف القلوب ، ففي العطلة تقترب الأجسام بعد طول عناء وتتمازج الأفئدة بعد جهد وضناء ، في أيام الأجازة يجب علينا أن نفرح لرؤية الأحباب ونغتبط لقرب الأصحاب ، فعلى كل مسلم ومسلمة أن يحتاط لوقته من السرقات فسرقة الوقت من أكبر الورطات وأعظم المهلكات ، وسرقة المال يخلفها أموال وهبات ، وسرقة الوقت يعقبها حسرات وهنات ، ولا بأس بالترويح ما دام يعقبها صلاة وتسابيح ، ففي الترويح فوائد إذا سلم من شوائب العوائد ، وديننا ذو سماحة ووسط بين مفرط غير مبالي وبين متشدد وغالي ، فيا أخا العقيدة انتبه لدينك أن يسلب ، وألتفت لعرضك أن ينهب ، ففي زماننا كثرت أسباب الفتن ، واغبرت الأجواء بالدشوش والمحن ، وقننت شبكات ومحطات واتصالات ، لبث السموم والشرور وكشف العورات ، وخصصت برامج وأفلام وغارات ، لقتل الفضيلة والطهر لاسيما أوقات الأجازات ، فهل نستيقظ من غفلتنا وهل نعرف مكمن رقدتنا ، لنعالج جرحنا ونفوز برضا موجدنا ، ففي ذلك السعادة والراحة ، وفي ضدها الشقاء والتعاسة ، ولنتدبر قول خالقنا ورازقنا (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) فنحن نعيش في قرية واحدة ، تجلب لها أرزاقها من الهند والسند ، وتصب عليها أقواتها من الصديق والند ، فهل نشكر النعمة لتدوم لنا المنحة ، أم نكفرها فتحل علينا النقمة ، فلماذا كثرة الأسفار لبلاد الكفار ، أو بلاد منحلة لا تعرف من الدين إلا اسمه ، ولا تفقه من الإسلام إلا رسمه ، لماذا ترك البيوت والعائلة والذهاب للسياحة الماجنة ، لماذا تبذير المال في طرق ماجنة ، وترك العيال في الوحل والقارعة ، لماذا التغني بشاطيء النيل والتسكع في سراديب القاهرة ، وترك الزوجة مع صبيانها حائرة ، لماذا بيع العقول للبارات الجائرة ، وجلب الأمراض من دور الخناء والغانية ، لماذا توريد الشقاء والبلاء للزوجة الصالحة ، فهل نعتبر يا أولي الألباب والحجا الباصرة ، فلقد أسمعت من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ،وعاتبت كل صاحب لب وعقل رشيد . والله لقد بلغ السيل الزبى ، من كثرة الفساد وشيوع مقدمات الزنى ،ولقد تاهت أسر في المفازة ،ولم تدخل بيتها أسباب السعادة ، وما ذاك إلا بسبب ولي أرعن جاهل ، لا يعرف من القوامة إلا رفع لسانه المائل ، ولا يُعرف في بيته إلا راقد ونائم ، قد أدخر جل الضحكات لأربابه أصحاب الكشتات ، فهو في بيته متغطرس كملك الغابة ، وعند أصحابه أحقر من الفأرة ، ولم يحصل له هذا البين ، إلا ببعده عن الشريعة والدين ، ولله نشتكي من سوء أحوالنا وله نلتجي لصلاح أمرنا .