::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: (http://alduwaser.org/vb/index.php)
-   :: القسم الإسلامـــي :: (http://alduwaser.org/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة (http://alduwaser.org/vb/showthread.php?t=29240)

بدر الخضران 24-05-2008 11:27 AM

جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جواذب الطبع الى الدنيا كثيرة ، ثم هي من داخل ، و ذكر الآخرة أمر خارج عن الطبع من خارج و ربما ظن من لا علم له أن جواذب الآخرة أقوى ، لما يسمع من الوعيد في القرآن ، و ليس كذلك ، لأن مثل الطبع في ميله إلى الدنيا ، كالماء الجاري فإنه يطلب الهبوط ، و إنما رفعه إلى فوق يحتاج إلى التكلف .

و لهذا أجاب معاون الشرع : بالترغيب و الترهيب يقوي جند العقل . فأما الطبع فجواذبه كثيرة ، و ليس العجب أن يُغلب ! إنما العجب أن يَغلِب .

فتفكر رحمك الله واقرأ الاتي:


• الدنيا(متاع الغرور):

واعلم أن من تفكر بعواقب الدنيا ، أخذ الحذر ، و من أيقن بطول الطريق تأهب للسفر . ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ، و يتحقق ضرر حال ثم يغشاه ! و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه .

تغلبك نفسك على ما تظن ، و لا تغلبها على ما تستيقن . أعجب العجائب ، سرورك بغرورك ، و سهوك في لهوك ، عما قد خبىء لك . تغتر بصحتك و تنسى دنو السقم ، و تفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم . لقد أراك مصرع غيرك مصرعك ، و أبدى مضجع سواك ـ قبل الممات ـ مضجعك . و قد شغلك نيل لذاتك ، عن ذكر خراب ذاتك :

كأنك لم تسمع بأخبار من مضى
و لم تر في الباقين مايصنع الدهر
فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم
محاها مجال الريح بعدك و البقر !

كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده ، حتى نزل ! و كم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل ! فيا من كل لحظة إلى هذا يسري ، و فعله فعل من لا يفهم لو لا يدري ...

و كيف تنام العين و هي قريرة ؟
و لم تدر من أي المحلين تنزل ؟

• وتبصر في العواقب:

فكيف لمن عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها ، نال خيرها ، و نجا من شرها . و من لم ير العواقب غلب عليه الحسن ، فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة ، و بالنصب ما رجا منه الراحه.
و بيان هذا في المستقبل ، يتبين بذكر الماضي ، و هو أنك لا تخلو ، أن تكون عصيت الله في عمرك ، أو أطعته . فأين لذة معصيتك ؟ و أين تعب طاعتك ؟ هيهات رحل كل بما فيه !
فليت الذنوب إذ تخلت خلت !

و أزيدك في هذا بياناً مثل ساعة الموت ، و انظر إلى مرارة الحسرات على التفريط ، و لا أقول كيف تغلب حلاوة اللذات ، لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلا ، فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم ، أتراك ما علمت أن الأمر بعواقبه ؟ فراقب العواقب تسلم ، و لا تمل مع هوى الحسن فتندم .


واعلم أن:

• الحزر طريق السلامة:

فمن قارب الفتنة بعدت عنه السلامة . و من ادعى الصبر ، وكل إلى نفسه .
و رب نظرة لم تناظر ! و أحق الأشياء بالضبط و القهر : اللسان و العين . فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى ، مع مقاربة الفتنة ، فإن الهوى مكايد .
و كم من شجاع في صف الحرب اغتيل ، فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه ! و اذكر حمزة مع و حشي .

فتبصر و لا تشم كل برق
رب برق فيه صواعق حين
و اغضض الطرف تسترح من غرام
تكتسي فيه ثوب ذل و شين
فبلاء الفتى موافقه النفس
و بدء الهوى طموح العين

وإياك ان:

• تأخذك العزة بالاثم:

فأعظم المعاقبة ألا يحس المعاقب بالعقوبة . و أشد من ذلك نفع السرور بما هو عقوبة ، كالفرح بالمال الحرام ، و التمكن من الذنوب . و من هذه حاله ، لا يفوز بطاعة . و إني تدبرت أحوال أكثر العلماء و المتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها و معظمها من قبل طلبهم للرياسة .

فالعلم منهم ، يغضب إن رد عليه خطؤه ، و الوعظ متصنع بوعظه ، و المتزهد منافق أو مراء . فأول عقوباتهم ، إعراضهم عن الحق شغلا بالخلق . و من خفي عقوباتهم ، سلب حلاوة المناجاة ، و لذة التعبد إلا رجال مؤمنون ، و نساء مؤمنات ، يحفظ الله بهم الأرض ، بواطنهم كظواهرهم ، بل أجلى ، و سرائرهم كعلانيتهم ، بل أحلى ، و هممهم عند الثريا ، بل أعلى .

إن عرفوا تنكروا ، و إن رئيت لهم كرامة ، أنكروا . فالناس في غفلاتهم ، و هم في قطع فلاتهم ، تحبهم بقاع الأرض ، و تفرح بهم أملاك السماء . نسأل الله عز و جل التوفيق لاتباعهم ، و أن يجعلنا من أتباعهم .


• وضع الموت نصب عينيك:

فالواجب على العاقل أخذ العدة لرحيله ، فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه ، و لا يدري متى يستدعى ؟
و إني رأيت خلقاً كثيراً غرهم الشباب ، و نسوا فقد الأقران ، و ألهاهم طول الأمل .

و ربما قال العالم المحض لنفسه : أشتغل بالعلم اليوم ثم أعمل به غداً ، فيتساهل في الزلل بحجة الراحة ، و يؤخر الأهبة لتحقيق التوبة ، و لا يتحاشى من غيبة أو سماعها ، و من كسب شبهة يأمل أن يمحوها بالورع .
و ينسى أن الموت قد يبغت . فالعاقل من أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه ، فإن بغته الموت رؤى مستعداً ، و إن نال الأمل ازداد خيراً.

وضع أيضا نصب عينيك:

• إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم:

فمن أحب تصفية الأحوال ، فليجتهد في تصفية الأعمال .

ابو فهد الغييثي 24-05-2008 11:29 AM

رد: جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة
 
الله يعطيك العافيه على الموضوع الرائع

يحيى الودعاني 24-05-2008 12:12 PM

رد: جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة
 
جزاك الله خير وبيض الله وجهك


لاهنت

بدر الخضران 24-05-2008 01:18 PM

رد: جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو فهد الغييثي (المشاركة 335767)
الله يعطيك العافيه على الموضوع الرائع

ابو فهد

بارك الله فيك
ولاهنت على ذا المرور الطيب

بدر الخضران 24-05-2008 01:19 PM

رد: جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى الودعاني (المشاركة 335776)
جزاك الله خير وبيض الله وجهك


لاهنت

وجهك ابيض يا يحيي على مرورك

شافي القويسي المخاريم 24-05-2008 11:26 PM

رد: جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة
 
الله يجزاك خير على الموضوع الرائع


تحياتي لك

مبارك الخييلي 26-05-2008 03:23 AM

رد: جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة
 
بدر الخضران



جزاك الله خير الجزاء



وجعله الله في ميزان حسناتك


تقبل شكري والتقدير

فهدالمحيسن 27-05-2008 09:38 PM

رد: جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة
 
جزاك الله خير


الساعة الآن 11:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
---