::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: (http://alduwaser.org/vb/index.php)
-   :: قسم المـواضيع الـعامــة :: (http://alduwaser.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   كيف نبدو في عيون الآخرين!! (http://alduwaser.org/vb/showthread.php?t=26102)

سعدالوسمي 24-02-2008 07:54 PM

كيف نبدو في عيون الآخرين!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت منذ أيام كتاب العرب من وجهة نظر يابانية للكاتب الياباني (نوتوهارا) وبالرغم من أن الكتاب صغير الحجم واسلوبه سلس وبسيط ويطرح موضوعا جديدا ومثيرا إلا أنني اضطررت إلي التوقف عن القراءة وفقدت حماستي فجأة الي استكماله.

لقد صدمتني واستفزتني معا مشاعر ذلك الكاتب الياباني المتعاطفة مع رجل الشارع العربي حيث قال لا أستطيع ان أتجاهل حياة الناس في هذه المدينة كانت وجوههم تدخل إلي عيني وهم يمشون وكان شيئا ما يطاردهم! وجوه جامدة صامتة إلي أن قال في هذا الزحام المحموم ينسي كثير من الرجال والنساء السلوك المحتشم الذي يوجبه عليهم الإسلام كمسلمين .

لقد تحدث الكاتب بتعاطف شديد عن غياب العدالة الاجتماعية وتعرض الناس للقمع في الدول العربية. وما صدمني هو قدرته علي تصوير معاناتنا بهذا الكم من التضامن والصدق، وهو الذي لا يمت لهذه الشعوب بصلة سوي بالطبع صلة الإنسانية، ثم هجمت علي الكآبة اذ صورت لي الصفحات التي قرأتها وكأن الأوضاع جاثمة بلا رحيل، وثابتة بلا تغيير وأن مشكلاتنا ليس لها حل، وأنه لا شيء يبشر بالخير.

لقد استفزني تصويره لنا كأكثر الشعوب تعرضا للقمع والاضطهاد ومهما بدا ذلك صحيحا ومهما كنا حقا أشد المناطق توترا وأكثرها إشكالا إلا أن هذا لا يعني أنه لا حول لنا ولا قوة تجاه الأحداث حولنا فالحقيقة التي لا شك فيها ان الإنسان بتفاعله وحركته يصنع الأحداث اليومية التي تغير - في مجملها - التاريخ .

يتحدث الكاتب نفسه عن تجربة اليابان في إعادة بناء الذات . تلك الدولة التي كان العالم بالأمس يتعاطف معها بسبب ما تعرضت له من دمار نووي .وهاهي ذي نهضت من كبوتها واستطاعت في غضون سنوات قليلة من التفوق في مجال العلم والتكنولوجيا وتحولت بذلك إلى قوة اقتصادية عظمي يحسب لها ألف حساب وما كان لليابان ان تتمكن من إعادة بناء ذاتها لو لم يكن المجتمع يمتلك ذلك الرصيد القيمي والمهاري الشخصي الذي يبقي العدة الوحيدة للدول بعد الكوارث وللأفراد بعد الأزمات تجعل بامكاننا النهوض وإعادة البناء بعد السقوط .

لم تقم الحياة علي الحقائق المنطقية فقط والمعالجات الموضوعية بل ان هناك شيئا يتخطي منطق عقولنا ويقلب حقائقنا اسمه الإيمان .فإن كان الإيمان كعقيدة بغض النظر عن فساده وصحته يؤسس حضارات ويبني دولا ومجتمعات متطورة، كما هو حال اليابان وألمانيا، ماذا الذي اقامهما بعد سقوطهما المروع في الحروب العالمية سوي الإيمان بانها تستطيع ان تنهض وتعيد بناء نفسها، وإيمان أبنائها بأنهم يملكون ما يمكنهم من خلاله من تحقيق النجاح لدولهم، وهاهي تبدو كمن لم يعرف السقوط قط بل انها من رحم السقوط والإيمان بالنجاح ولدت من جديد.

وفيما تبدو الأوضاع في عالمنا العربي معقدة وشائكة وكأننا في نفق لانخرج منه إلا لندخل آخر ، فمن قمع هنا يقتل فاعليتنا ، إلي ظلم اجتماعي هناك يغتال مبادراتنا، فإن الحديث حول الإيمان هنا قد يبدو كحلم بعيد ، أو مثالية مفرطة، ولكن لاأحد يستطيع أن ينكر قدرته علي خلق دافعيتنا للنهوض والحركة ، الأمور سيئة ولكنها بدونه ستكون أسوأ ، كما أن الإيمان لوحده بدون سعي فاعل وحركة إيجابية كدولة بدون شعب

رائــــــــــد 24-02-2008 08:16 PM

رد: كيف نبدو في عيون الآخرين!!
 

سعدالوسمي 25-02-2008 06:06 PM

رد: كيف نبدو في عيون الآخرين!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد على كل حال وبعد 00شكري وتقديري لأخي رائد على المرور الكريم
تقبل تحياتي وتقديري

فهدالمحيسن 26-02-2008 02:26 PM

رد: كيف نبدو في عيون الآخرين!!
 
مقال جميل


الساعة الآن 04:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
---