::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - العمل الخيري .. والإبداع

العمل الخيري والإبداع

أهل الكويت والسعودية والخليج جبلوا على حب الخير والعمل الخيري والتجارة مع الله تعالى من زمن بعيد، تلك التجارة التي لا تعرف البوار أو الخسارة أو الكساد، فنرى مشاريع بناء المساجد وإنشاء حلقات تحفيظ القرآن وكفالة الأيتام وطباعة الكتب الإسلامية وإغاثة المنكوبين وغيرها من المشاريع الأخرى.

ولعل المتأمل لتلك المشاريع الخيرية ولمسيرة العمل الخيري في تلك البلاد منذ عقود يخلص إلى نتيجة واحدة، أن العمل الخيري باب من أبواب الدعوة والعمل الإسلامي وينبغي أن يجري عليه ما يجري على العمل الإسلامي ووسائله من إبداع وتجديد وابتكار في الوسائل والأهداف والمضمون، لا أقول أن تلغى مشاريع بناء المساجد وتحفيظ القرآن وغيرهما فهذا باب عظيم وجبل كبير من الأجر والثواب الذي لا ينقطع، بل على رجال العمل الخيري الإسلامي ورواده أن يعيدوا النظر في إعادة صياغة منظومة جديدة من منظومات الدعوة والعمل الإسلامي تتجسد في الإبداع بغية فتح آفاق ورؤى حديثة تتوافق وحاجات المجتمع الإسلامي المعاصر.

ومن خلال هذه الفلسفة والنظرة الجديدة للعمل الإسلامي ينبغي أن نسلط الضوء على ثلة من المؤسسات الخيرية والتي أبدعت في إخراج هدف خيري جديد يتوافق مع حاجة المجتمع الخليجي لمثل هذا النوع من المشاريع، فهذه جمعية بشائر الخير في الكويت والتي تتطلع إلى محاربة ظاهرة تفشي المخدرات وإلى علاج حالات الإدمان المختلفة لا أقول بالأدوية والعقاقير ولكن بالإيمان والارتباط بالله تعالى، فكم كنا نرى المدمنين التائبين يخرجون مع هذه الجمعية المباركة إلى رحلة عمرة أو حج، أو تراهم يشاركون بعضهم البعض في عبادات جماعية كصيام أو قيام، فتحية لهذا العمل المبارك.

وتلك هي جمعية التكافل لرعاية السجناء والتي حملت على عاتقها مسؤولية التفريج عن كرب المسجونين الذين تجرعوا مرارة الديون الكثيرة والشيكات دون رصيد، فكم من سجين ترك زوجه وأولاده دون عائل وهو في غيا بات السجن بسبب الديون التي أثقلت كاهله ينتظر إتمام مدة الحكم القضائي عليه، فجزى الله القائمين على هذه الجمعية كل خير ولا ننسى أن إخراج الزكاة لمثل هذه المشاريع جائز من باب التفريج على الغارمين ورفع الضيق عنهم.

وأيضا لا ننسى مبرة الآل والأصحاب الكويتية والبحرينية والتي آلت على نفسها إخراج هذه الكنوز القيمة من تراث آل محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، مع تبيان أوجه الترابط فيما بينهم من نسب ومصاهرة وعلاقة حميمة ناهيك عن أوجه التميز والفضل لكل من الآل والأصحاب، كل هذا والمبرة قد حصلت على تزكيات ومباركات من مجموعة من أهل العلم ومن إدارة الفتوى بوزارة الأوقاف في الكويت وبيت الزكاة وغيرهم بجواز الإنفاق على مشاريع المبرة التي تحقق أهدافها على أن ذلك باب من أبواب البر والخير والعمل الصالح.

جميع هذه الجمعيات الخيرية الثلاث وغيرها من الجمعيات الأخرى لتعتبر نموذج من نماذج الإبداع داخل المؤسسة الخيرية والذي يتزايد يوم بعد يوم وسنة بعد سنة في سبيل مرضاة الله وتحقيق العبودية الكاملة له، لذلك نرى الإبداع والتجديد قرينين لأي عمل ناجح كان فكيف به إذا كان العمل باباً من أبواب الدعوة إلى الله تعالى، فإلى كل رجال العمل الخيري وإلى مؤسسات الخير والبر السـائرة في ركب الإبداع والتجديد نقول لهم: سـيروا على بركة الله وتوفيقه وإلى الأمـام دائماً في كل ما هو خير لمصلحة البلد وشعبه.