::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - *على ماذا نبـــــكـــي ؟!! *

بسم الله الرحمن الرحيم

احبتي

سؤال جال في خاطري مرارا وتوقفت عنده طويلا

كلنا نبكي وكلنا نحزن , ولكن على ماذا نبكي ؟

اننا نبكي على مصائبنا وآلامنا

هذا يبكي على اب او ام , وآخر يبكي على صاحب او صديق
وذاك يبكي عل خسارة مادية او مشكلة اجتماعية

بل الادهى والاطم هناك من يبكي على احداث في مسلسلات في شاشات وقنوات ,
وآخر يبكي على خسارة مباراة

فيا خسارة هؤلاء........!!!

فشتان والله بين دموع الصحابة والصالحين وبين دموعنا !!!

بكت ام ايمن رضي الله عنها لما جاءها ابو بكر وعمر رضي الله عنهما يزورانها بعد وفاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالا لها : يا ام ايمن ما يبكيك ؟ اما تعلمين ان ماعند الله خير لرسوله ؟
قالت : بلى اعلم ان ما عند الله خير لرسوله ولكني ابكي لانقطاع الوحي من السماء ..

فماذا عسانا نقول عنهم وعن اخبارهم !!!

فمنهم من بل الارض بدموعه ومنهم من اذا ذكرت النار خر على وجهه مغشياً
عليه , بل منهم من اذا سمع الاذان ارتعدت فرائصه

قال الله جل في علاه : { اذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجَداً وبكيا }

وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم )

اسمع وافتح القلب قبل الآذان

زارت امرأة زوجة الاوزاعي فدخلت الى مصلاه في البيت فاذا هو مبلول فجاءت
تقول لزوجته : ثكلتك امك ! غفلت عن الصبيان فبالوا في مصلى الاوزاعي
فقالت زوجة الاوزاعي : ويحك هذه دموع الاوزاعي في مصلاه ..

بكى الباكون للرحمن ليلاً وباتو ليلهم ما يسأمون

بقاع الارض من شوق اليهم تحنً متى عليها يسجدون

ما اغلى تلك الدموع وما اغلى ثمنها !!!

ولكن لا يليق البكاء عند سماع صهيل الخيل ومقارعة السيوف فهذا فعل الجبناء
فهذا البكاء هو من ضعف الشخصية والبكاء الذي نعنيه هو البكاء خشية ورهبة
وخشوعاً وذلاً لرب العالمين

انه بكاء الذًل والمسكنة لذي الجلال والعزة والجبروت

هذا عبدالله بن الشخير رضي الله عنه يقول عن سيد الخلق , اتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء
يبكي وهو سيد الشجعان واشجع الفرسان

ولما امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يأمروا ابا بكر للصلاة في الناس في
مرضه صلى الله عليه وسلم قالت عائشه رضي الله عنها : ان ابا بكر رجل اسيف
ان يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة وفي رواية اخرى " ان ابا بكر اذا قام
مقامك لا يسمع الناس من بكائه

اما الفاروق عمر رضي الله عنه فمعروف انه شديد القوة شديد البأس ومع هذا
كان حاضر الدمعة رقيق القلب
روى البخاري عن عبدالله بن شداد قال : سمعت نشيج عمر وانا في آخر الصفوف
وهوو يقرأ { إنما أشكو بثًي وحزني الى الله }

أما تبكيك آيات القرآن وهي تخبرك عن الجنة واوصافها وعن النار واخبارها !!

قال تعالى عن كتابه وعن اثر آياته على عباده الصالحين :
{ الله نزًل احسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرً منه جلود الذين يخشون
ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من
عباده ومن يضلل الله فما له من هاد }

يالله !! اما بكينا شوقاً لله وسكنى جنته في جواره !!!

اما بكينا خوفاً من دخول النار والحرمان من رؤية الرحمن !!!

قال تعالى
{ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون , كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون }

والله وبالله وتالله مافي الجنة نعيم ألذ واحلى من رؤية الرحمن الرحيم !!

والله وبالله وتالله مافي النار عذاب أشد واعظم من الحرمان من رؤية وجهه الكريم !!

قال بن عثيمين رحمه الله : والله لو ان قلوبنا سليمة لتقطعت شوقاً ولتفطرت
حزناً وهي تقرأ قول الله تعالى مخاطباً عباده : { واتقوا الله واعلموا انكم ملاقوه }

قال صالح المري : بلغني عن كعب الاحبار انه كان يقول : من بكى خوفاً من ذنب
غفر الله له , ومن بكى اشتياقاً الى الله اباحه النظر اليه تعالى يراه متى شاء

اللهم لا تحرمنا فضلك ,,

والله لو ان القلوب سليمة لتقطعت الماً من الحرمان ولكنها سكرى بحب الدنيا
وستفيق بعد زمان !

الفرق بيننا وبينهم ان الكلمان القليلة البسيطة تذكرهم وتبكيهم ونحن نسمع
الزواجر والروادع مرات ومرات ولا يتغير الحال ...

أسألك مرة اخرى واكرر عليك السؤال

اما تبكيك الذنوب وتجرؤك على علام الغيوب..؟!
إبك قبل ان تشهد عليك الجوارح والاركان ..

إبك قبل ان توقف في ذلك الموقف العظيم ثم يقررك الملك الجليل ..

أتذكر ذنب كذا , وانت لا تجد مفراً من السؤال ..؟!

إبك فإن العبد اذا بكى بين يدي سيده رحمه ..

إبك فإن الطفل اذا بكى رحمته امه وربنا ارحم بنا من امهاتنا بل من انفسنا

قال مكحول الشامي : ارق الناس قلوباً اقلهم ذنوباً

الى متى وقلوبنا قاسيه وانفسنا لاهية ..؟!!

أما آن ان نستجيب لنداء ربنا وهو يخاطبنا قائلاً :

{ ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق }

يقول ابن مسعود : والله مابين اسلامنا ونزول هذه الآية الا سنوات حتى لامنا ربنا

وكان اصحاب القلوب الحيه اذا سمعوا هذه الآية قالوا : بلى يارب قد آن

الناس في غفلة والموت يوقظهم وما يفيقون حتى ينفد العمر

يشيعون اهاليهم بجمعهم وينظرون الى ما فيه قد قبروا

ويرجعون الى احلام غفلتهم كأنهم ما رؤوا شيئاً ولا نظروا

إبكي اليوم على خطيئتك قبل ان لاينفع البكاء ولا الندم

اللهم انا نعوذ بك من قلب لا يخشع وعين لا تدمع وعلما لا ينفع ودعوة لاترفع

×تقبلو خالص ودي وتقديري×