![]() |
يوم حليمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لما تولى المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة ، واستقر في ملكه سار إلى الحارث الغساني ملك الغساسنة طالباً بثأر أبيه عنده ، وبعث إليه : إني قد أعددت لك الكهول على الفحول ، فأجابه الحارث : قد أعددت لك المرد على الجرد. وسار المنذر حتى نزل بمرج حليمة ، وسار إليه الحارث أيضاً ، ثم اشتبكوا في القتال ، ومكثت الحرب أياماً ينتصف بعضهم من بعض. فلما رأى ذلك الحارث قعد في قصره ، ودعا ابنته حليمة ، وكانت من أجمل النساء ، فأعطاها طيباً وأمرها أن تطيب من مر بها من جنده ، فجعلوا يمرون بها وتطيبهم ، ثم نادى : يا فتيان غسان ، من قتل ملك الحيرة زوجته ابنتي. فقال لبيد بن عمرو الغسائي لأبيه : يا أبت ؟ أنا قاتل ملك الحيرة أو مقتول دونه لا محالة ، ولست أرضى فرسي فأعطني فرسك ، فأعطاه فرسه ، فلما زحف الناس واقتتلوا ساعة شد لبيد على المنذر فضربه ضربة ، ثم ألقاه عن فرسه ، وانهزم أصحاب المنذر من كل وجه ، ونزل لبيد فاحتز رأسه ، وأقبل به إلى الحارث وهو على قصره ينظر إليهم ، فألقى الرأس بين يديه ، فقال له الحارث : شأنك بابنة عمك – أي حليمة - ، فقد زوجتكها. فقال : بل أنصرف فأواسي أصحابي بنفسي ، فإذا انصرف الناس انصرفت. ورجع فصادف أخا المنذر قد رجع إليه الناس وهو يقاتل ، وقد اشتدت نكايته ، فتقدم لبيد فقاتل حتى قتل ، ولكن لخماً انهزمت ثانية ، وقتلوا في كل وجه، وانصرفت غسان بأحسن الظفر ، بعد أن أسروا كثيراً ممن كانوا مع المنذر من العرب. وكان من أسرهم الحارث مائة من بنى تميم ، فيهم شأس بن عبدة ، ولما سمع أخوه علقمة وفد إليه مستشفعاً ، وأنشده هذه القصيدة ، ومما قيل فيها:
إلى الحارث الوهاب أعملت ناقتي= لكلكلها والقصـر بين وجيب لتبلغني دار امرئ كان نائيــــــــا=فقد قربتني من نداك قـروب وأنت امـرؤ أفضت إليك أمانتي= وقبلك ربتني فضعت ربــوب فأدت بنو كعب بن عوف ريبها=وغودر في بعض الجـنود ربيب فوالله لولا فارس الجـون منهم =لآبوا خـزايـا والإياب حبــيب تقدمــه حتى تغيب حجــولــــه = وأنت لبيض الدار عين ضروب مظاهر سربالي حديد عليهمــا=عقيلا سيوف مخذم ورسوب فجالدتهم حتى اتقوك بكبشهم=وقد حان من شمس النهار غروب وقاتل من غسان أهل حفاظه = وهنب وفأس جـالدت وشبب تخشخش أبدان الحديد عليهـم= كما خشخشت يبس الحصاد جنوب تجـود بنفس لا يجاد بمثلهــــا= وأنت بها يوم اللقــاء خصيب كأن رجال الأوس تحت لبانــه = وما جمعت جل معاً وعتيب رغا فوقهم سقب السماء فداحض= بشكته لم يستلب وسـليب كأنهم صابت عليهـم سحابـة=صواقعها لطيرهـن ريب فلم تنج إلا شطبـة بلجامهـــا= وإلا طمر كالقناة نجيب وإلا كمي ذو حفــاظ كأنه= بما ابتل من حد الظباة خصيب وأنت الذي آثاره في عـدوه=من البؤس والنعمى لهن ندوب وفي كل حي قد خبطت بنعمة =فحث لشأس من نداك ذنوب فلا تحرمني نائلاً عن جنابة= فإني امرؤ وسط القباب غريب ولما بلغ إلى قوله : ( فحق لشأس من نداك ذنوب) ، قال الملك : أي والله وأذنبة ، ثم أطلق شأساً وقال له : إن شئت الحباء ، وإن شئت أسراء قومك. وقال لجلسائه : إن اختار الحباء على قومه فلا خير فيه ، فقال : أيها الملك ، ما كنت لأختار على قومي شيئاً ، فأطلق له الأسرى من تميم وكساه وحباه ، وفعل ذلك بالأسرى جميعهم وزودهم زاداً كثيراً ، فلما بلغوا بلادهم أعطوا جميع ذلك لشأس وقالوا له : أنت كنت السبب في إطلاقنا ، فاستعن بهذا على دهرك ، فحصل له كثير من إبل وكسوة وغير ذلك. وفي هذا اليوم ضرب المثل : ما يوم حليمة بسر . |
لاهنت يابو محمد على إيراد هذه القصه الطيبه وعساك على القوة لاتبطي بجديدك ،،، |
تسلم مليون يابو محمد على القصه والقصيده والله لايهينك يالقرم . تحياتي لك . |
الساعة الآن 08:07 PM
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
---