07-01-2009, 10:51 PM | #1 | ||
|
( بائع الملوك ومرخص الامراء ) العز بن عبدالسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت انتظر ان يخرج لنا من علماء المسلمين من هو كـ (( العز ابن عبدالسلام )) ولكـــن الامــر قــد طال فاواسي حالي بهذه النبــذه عنـة مــدخل : لم يخل عصر من عصور الإسلام من العلماء الدعاة الذين يأخذون بيد الأمة في ظلام الليل البهيم، وعند اشتداد الخطب واضطراب الأمور، يقومون بواجبهم المقدس في أداء الأمانة ونشر العلم، وتقويم الاعوجاج، ومواجهة الظلم، وتصويب الخطأ، وقام العلماء الأفذاذ بهذه السنة الحميدة؛ استشعارًا للمسئولية، وتقديرًا للأمانة، وإدراكًا لعظم دورهم باعتبارهم طليعة الأمة، ولسان حالها، وروادها.. والرائد لا يكذب أهله. والعز بن عبد السلام، واحد من هؤلاء الرواد الصادقين، لم تشغلهم مؤلفاتهم ووظائفهم عن الجهر بكلمة الحق، وتبصير الناس، ومحاربة البدع، ونصح الحكام، وخوض ميادين الجهاد، حتى طغى هذا النشاط على جهدهم العلمي وهم المبرزون في علومه، واقترنت أسماؤهم بمواقفهم لا بمؤلفاتهم، وحمل التاريخ سيرتهم العطرة تسوق إلى الناس جلال الحق وعظمة الموقف، وابتغاء رضى الله، دون نظر إلى سخط حاكم أو تملق محكوم، فهو ينطق بما يعتقد أنه الصواب والحق، غير ملتفت إلى غضب هذا أو رضى ذاك. المولد والنشأة قال سليمان بن فهد العودة في كتابة (( سلطان العلماء )) : وسلطان العلماء هو الإمام: عبد العزيز بن عبد السلام ابن أبي القاسم بن الحسن بن مهذّب، الشيخ العلاّمة وحيد عصره عز الدين أبو محمد السُّلَمي الدمشقي ثم المصري، والمشهور بالعز.بن.عبد.السلام تنتهى ، كان مولد عبد العزيز بن عبد السلام المعروف بالعز سنة (577 هـ = 1181م)، وبها نشأ وتلقى تعليمه، وكانت دمشق منذ العصر الأموي حاضرة من حواضر العلم تزخر بالعلماء وتموج فيها الحركة العلمية، ويقصدها العلماء من الشرق والغرب. ولم يطلب العز العلم صغيرًا مثل أقرانه، وإنما ابتدأ العلم في سن متأخرة، وانتظم في التزام حلقات الدرس وأكب على العلم بشغف ونهم وهمة عالية، فحصل في سنوات قليلة ما يعجز أقرانه عن تحصيله في سنوات طويلة، ورزقه الله الفهم العميق والذكاء الخارق فأعانه ذلك على إتقان الفقه والأصول، ودراسة التفسير وعلوم القرآن وتلقي الحديث وعلومه، وتحصيل اللغة والأدب والنحو والبلاغة. وأشهر شيوخ العز ما ذكرهم السبكي في طبقات الشافعية بقوله: تفقه على الشيخ فخر الدين بن عساكر، وقرأ الأصول على الشيخ سيف الدين الآمدي وغيره، وسمع الحديث من الحافظ أبي محمد القاسم بن عساكر. الوظائف اتجه العز إلى التدريس وإلقاء الدروس في مساجد دمشق وفي بيته، وفي المدارس التي كانت تتعهدها الدولة، مثل: المدرسة الشبلية، والمدرسة الغزالية بدمشق، وكان في الشيخ حب للدعابة وميل إلى إيراد الملح والنوادر يلطف بها درسه وينشّط تلاميذه الذين أعجبوا بطريقته، وبعلمه السيال وأفكاره المتدفقة وأسلوبه البارع، وسرعان ما طار صيت العز، وطبقت شهرته الآفاق، وقصده الطلبة من كل مكان، ولما هاجر إلى مصر عمل بالمدرسة الصالحية، وانصرف إلى إلقاء الدروس في المساجد، والتف الناس حوله يجدون فيه عالمًا شجاعًا ومدرسًا بارعًا. شجاعتة في الحق عندما كان العز.بن.عبد.السلام في دمشق كان الحاكم رجلاً يقال له: "الملك الصالح إسماعيل" من بني أيوب، فولّى العز.بن.عبد.السلام خطابة الجامع الأموي، وبعد فترة قام الملك الصالح إسماعيل هذا بالتحالف مع النصارى الصليبيين، أعداء الله ورسله، فحالفهم وسلّم لهم بعض الحصون، كقلعة الشَّقِيف( )، وصَفَد( )، وبعض الحصون، وبعض المدن وذلك من أجل أن يستعين بهم على قتال الملك الصالح أيوب في مصر. فلما رأى العز.بن.عبد.السلام هذا الموقف الخائن الموالي لأعداء الله ورسله - عليهم السلام- ، لم يصبر فصعد على المنبر، وتكلّم وأنكر على الصالح إسماعيل تحالفه مع الصليبيين، وقالها له صريحة، وقطع الدعاء له في الخطبة، بعدما كان اعتاد أن يدعو له( )، وختم الخطبة بقوله: "اللهم أبرم لهذه الأمة أمرًا رشدًا تُعِزُّ فيه وليَّك، وتُذِلُّ فيه عدوَّك، ويُؤْمَر فيه بالمعروف، ويُنْهَى فيه عن المنكر"( ). ثم نزل. وعرف الأمير الملك الصالح إسماعيل أنه يريده، فغضب عليه غضبًا شديدًا، وأمر بإبعاده عن الخطابة، وسجنه، وبعدما حصل الهرج والمرج، واضطرب أمر الناس، أخرجه من السجن ومنعه من الخطبة بعد ذلك( ). وخرج العز.بن.عبد.السلام من دمشق مغضبًا إلى جهة بيت المقدس، وصادف أن خرج الملك الصالح إسماعيل إلى تلك الجهة أيضًا والتقى أمراء النصارى قريبًا من بيت المقدس، فأرسل رجلاً من بطانته وقال له: اذهب إلى العز.بن.عبد.السلام، ولاطِفْهُ ولايِنْهُ بالكلام الحسن، واطلب منه أن يأتي إليّ، ويعتذر مني، ويعود إلى ما كان عليه، فذهب الرجل إلى العز.بن.عبد.السلام وقال له: ليس بينك وبين أن تعود إلى منصبك وأعمالك وزيادة على ما كنت عليه، إلا أن تأتي وتُقَبِّل يد السلطان لا غير، فضحـك العز.بن.عبد.السلام ضحكة السـاخر وقال: "يا مسكين، والله ما أرضى أن يُقَبِّلَ الملك الصالح إسماعيل يدي فضلاً عن أن أُقَبِّلَ يده، يا قومُ أنا في واد، وأنتم في واد آخر، الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به". قال: إذًا نسجنك، فقال: "افعلوا ما بدا لكم". فأخذوه وسجنوه في خيمة، فكان يقرأ فيها القرآن ويَتَعَبَّد ويذكر الله تعالى. وفي إحدى المرات كان الملك الصالح إسماعيل قد عقد اجتماعاً مع بعض زعماء النصارى الصليبيين، كان اجتماعهم قريباً من العز.بن.عبد.السلام بحيث يسمعون قراءته للقرآن، فقال: هل تسمعون هذا الذي يقرأ؟ قالوا: نعم. فقال متفاخرًا: هذا هو أكبر قساوسة المسلمين سَجَنَّاه؛ لأنه اعترض علينا في محالفتنا لكم، وتسليمنا لكم بعض الحصون والقلاع، واتفاقنا معكم على قتال المصريين. فقال له ملوك النصارى: والله لو كان هذا القسيس عندنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقته( )! لو كان عندنا رجل بهذا الإخلاص للأمة وبهذه القوة، وبهذه الشجاعة لكُنَّا نغسل رجليه، ولشَرِبْنا الماء الذي غسلنا به رجليه، فأصيب الملك إسماعيل بالخيبة والذلِّ، وكانت هذه بداية هزيمته وفشله، وجاءت جنود المصريين، وانتصرت عليه وعلى من كانوا متحالفين معه من الصليبيين، وأفرجت عن الإمام العز.بن.عبد.السلام. هذا موقف صرّح فيه العز.بن.عبد.السلام - رحمه الله - بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على رؤوس المنابر، ورأى أن هذا الذي يسعه، مع أنه كان يستطيع غير ذلك، ولكنه رأى أن هذا هو الأسلوب المناسب، خاصة أن الصليبيين في تلك الوقعة دخلوا شوارع دمشق ومدنها، وتجوَّلوا في أسواقها ودكاكينها، وكانوا يشترون الأسلحة من المسلمين؛ ولذلك وُجِّه إليه الاستفتاء: هل يجوز أن نبيع السلاح للنصارى؟ فأفتى - رحمه الله - بأن بيع السلاح إليهم لا يجوز؛ لأن من يبيعهم السلاح يعلم أنهم سوف يصوِّبون هذه الأسلحة إلى صدور المسلمين. .[/COLOR] في القاهرة أيقن الشيخ صعوبة الحركة مع حاكم يفرّط في الحقوق، ويقدم على الخيانة بنفس راضية، فقرر الهجرة إلى بلد يمارس فيها دعوته، ويدعو إلى الله على بصيرة، عالي الجبين، مرفوع الهامة، فولّى شطره إلى القاهرة، ورفض العودة إلى دمشق بعد أن طلب منه بعض دعاة الصلح أن يترفق بالسلطان، ويلاينه وينكسر له حتى يرضى عنه، وأطلق عبارته الكريمة للساعي إلى الصلح: "يا مسكين ما أرضاه أن يقبّل يدي، فضلا أن أقبل يده، يا قوم أنتم في واد، وأنا في واد، والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به". وصل الشيخ إلى القاهرة سنة (639 هـ = 1241م) واستقبله الصالح أيوب بما يليق به من الإكرام والتبجيل، وولاه الخطابة في جامع عمرو بن العاص، وعينه في منصب قاضي القضاة، والإشراف على عمارة المساجد المهجورة بمصر والقاهرة، وهي الأعمال التي تناط الآن بوزارة الأوقاف، لكنها كانت تستند في ذلك الوقت إلى القضاة؛ لأمانتهم ومكانتهم الدينية والاجتماعية. بائع الأمراءموقفه مع الصالح أيوب خرج العز.بن.عبد.السلام بعد ذلك إلى مصر، واستقبله نجم الدين أيوب، وأحسن استقباله، وجعله في مناصب ومسؤوليات كبيرة في الدولة. وكان المتوقع أن يقول العز.بن.عبد.السلام: هذه مناصب توليتها، ومن المصلحة أن أحافظ عليها حفاظًا على مصالح المسلمين، وألاَّ أعكِّر ما بيني وبين هذا الحاكم، خاصة أن الملك الصالح أيوب -مع أنه رجل عفيف وشريف- إلا أنه كان رجلاً جبارًا مستبدًّا شديد الهيبة، حتى إنه ما كان أحدٌ يستطيع أن يتكلم بحضـرته أبدًا، ولا يشفع لأحد، ولا يتكلم إلا جوابًا لسؤال، حتى إن بعض الأمراء في مجلسه يقولون: والله إننا دائمًا نقول ونحن في مجلس الملك الصالح أيوب: لن نخرج من المجلس إلا إلى السجن؛ فهو رجل مهيب، وإذا سجـن إنسانًا نسيـه، ولا يستطيع أحد أن يكلِّمه فيه، أو يذكره به، وكان له عظمة وأبهة، وخوف وذعر في نفوس الناس، سواءً الخاصة منهم والعامة، فماذا كان موقف العز.بن.عبد.السلام معه؟ في يوم العيد خرج موكب السلطان يجوس في شوارع القاهرة، والشرطة مصطفّون على جوانب الطريق والسيوف مُصْلتة، والأمراء يقبّلون الأرض بين يدي السلطان هيبة وأبهة -وهذه كانت عادة سيئة موجودة عند الأمراء في ذلك الوقت-، وهنا وقف العز.بن.عبد.السلام وقال: يا أيوب؛ هكذا باسمـه مجردًا بلا ألقاب، فالتفت الحاكم ليرى: من الذي يخاطبه باسمه الصريح، بلا مقدمات، ولا ألقاب؟ ثم قال له العزّ: ما حُجَّتُك عند الله - عز وجل - غدًا إن قال لك: ألم أُبَوِّئْكَ ملك مصر، فأبحت الخمور؟ فقال: أويحدث هذا في مصر؟ قال: نعم، في مكان كذا، وكذا، حانة يباع فيها الخمر وغيرها من المنكرات، وأنت تتقلّب في نعمة هذه المملكة؟ فقال: يا سيدي، أنا ما فعلت هذا، إنما هو من عهد أبي. فَهَزَّ العز بن عبد السلام رأسه وقال: إذن أنت من الذين يقولون: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ) [الزخرف:22]، فقال: لا، أعوذ بالله، وأصدر أمرًا بإبطالها فورًا، ومنع بيع الخمور في مصر( ). رجع العز.بن.عبد.السلام - رحمه الله - إلى مجلسه يعلِّم الطلاب، ويدرِّسهم، وكان يعلمهم مواقف البطولة، والشجاعة كما يعلمهم الحلال والحرام، ويعلمهم الغَيْرة على الدين مثل ما يعلمهم الأحكام؛ إذ ما قيمة أن يوجد طالب يحفظ القرآن والصحيحين والسنن، وكتب الفقه والحديث ومع ذلك هو ميت الغيرة على الإسلام، لا يغضب لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يَتَمَعَّر وجْهُهُ إذا رأى المنكر، ويَتَطَلَّعُ لمنازل الصِّديقين والشهداء؟ ما قيمة هذا العلم؟ وعندما رجع العز.بن.عبد.السلام إلى مجلس درسه جاءه أحد تلاميذه يقال له: "الباجي" يسأل: كيف الحال؟ قال: بخير والحمد لله. قال: كيف فعلت مع السلطان؟ قال: يا ولدي، رأيت السلطان وهو في أبهة وعظمة، فخشيت أن تكبر عليه نفسه فتؤذيه، فأردت أن أهينها( ). إذن العز.بن.عبد.السلام أعلن هذا الأمر على الناس؛ لأنه يريد أن يربي السلطان، ويقصد إنكار مُنْكَرَيْن في وقت واحد: المنكر الأول: الحانة التي يباع فيها الخمر. والمنكر الثاني: هو هذا الغرور، وهذه الأبهة، والطغيان الذي بدأ يكبر في نفس الحاكم، فأراد أن يقتلعه، ويزيله من نفسه لذا قال العز: "لئلاّ تكبر عليه نفسه فتؤذيه". فقال له تلميذه الباجي: يا سيدي، أما خِفْتَه؟ قال: "لا والله يا بني، استحضرت عظمة الله - عز وجل - وهيبته فرأيت السلطان أمامي كالقط!"( ). لكن ما رأيكم في طالب علم أصبح يخاف حتى من القط؟ هل يأمر أو ينهى؟ كلا بالطبع. لعل من أسباب قيام العز.بن.عبد.السلام - رحمه الله - باتخاذ هذه المواقف العلنيّة أن يجرَّ الأمة كلها إلى مواقف شجاعة قوية. .موقفه مع أمراء المماليك: وهناك موقف آخـر يعدُّ من أعجب مواقفه - رحمه الله -، فقد كان المماليك هم الذين يحكمون مصر في عصر العز بن عبد السلام فالحكومة الحقيقية كانت في أيديهم، فقد كان نائب السلطنة مملوكيًّا، وكذلك أمراء الجيش والمسؤولون كلهم مماليك في الأصل وفيهم من لم يثبت تحرره من الرق. وكان العز.بن.عبد.السلام كبير القضاة بمصر، فكان كلما جاءته رقعة فيها بيع أو شراء أو نكاح أو شيء من هذا للمماليك الذين لم يحرروا أبطلها وقال: هذا عبد مملوك، حتى لو كان أميرًا وكبيرًا عندهم أو قائدًا في الجيش يَرُدُّه، إذ لابد أن يُبَاع ويحرَّرَ، وبعد ذلك يُصَحِّحُ بيعهم وشراءهم وتصرفاتهم كلها، أما الآن فهم عبيد. فغضب المماليك من هذا الإمام، وجاؤوا إليه وقالوا: ماذا تصنع بنا؟ قال: رددنا بيعكم، فغضبوا أشد الغضب ورفعوا أمره إلى السلطان، فقال: هذا أمر لا يعنيه. فلمّا سمع العز.بن.عبد.السلام هذه الكلمة؟ قام وعزل نفسه من القضاء. لقد كان من أهم جوانب قوة العز.بن.عبد.السلام أنه كان أكبر من المناصب، وأكبر من الوظائف، وأكبر من الأسماء؛ ولذلك ما كان يتطلع إليها أو يستمد قوته منها، إنما يستمد قوته من إيمانه بالله - عز وجل -، ومن وقفته إلى جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصدع بكلمة الحق، ثم من الأمة التي أعطته ثقتها واتباعها في الحق يصدع به. ولذا أصبح العز.بن.عبد.السلام في حياتهم وقلوبهم هو تاج الزمان ودُرَّته، وأصبح هو أعظم عالم وداعية وإمام في العالم الإسلامي في وقته؛ فلذلك عزل نفسه عن القضاء؛ إذ كل أمور المسلمين تدخل تحت تصرّف القاضي، وهو لا يحكم فيها إلا بحكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. ثم قام العزّ بتصرف آخر مشابه، وهو أنه جمع متاعه وأثاث بيته واشـترى حمارين، ووضع متاعه على حمار، وأركب زوجته وطفله على الحمار الآخر، ومشى بهذا الموكب البسيط المتواضع يريد أن يخرج من مصر ويرجع إلى بلده الشام. لكن الأمة كلها خرجت وراء العز.بن.عبد.السلام، حتى ذكر المؤرِّخون أنه خرج وراءه العلماء والصالحون والعباد، والرجال والنساء والأطفال، وحتى الذين لا يؤبه لهم -هكذا تقول الرواية- مثل: النجارين، والصباغين، والكناسين...، وخرج كل أصحاب الحرف والمهن -الشريفة والوضيعة-، الجميع خرجوا وراء العز بن عبد.السلام في موكب مهيب رهيب. ثم ذهب بعض الناس إلى السلطان وقالوا له: من بقي لك تحكمه إذا خرج العز.بن.عبد.السلام، وخرجت الأمة كلها وراءه؟ ما بقي لك أحد، متى راح هؤلاء ذهب ملكك. فأسرع الملك الصالح أيوب للعزّ، وركض يدرك هذا الموكب ويسترضيه ويقول له: ارجع ولك ما تريد، قال: لا أرجع أبدًا إلا إذا وافقتني على ما طلبت من بيع هؤلاء المماليك، قال: لك ما تريد، افعل ما تشاء. رجع العز.بن.عبد.السلام وبدأ المماليك يحاولون معه ليغيّر رأيه؛ إذ كيف يباعون بالمزاد العلني، فأرسل إليه نائب السلطنة -وكان من المماليك- بالملاطفة فلم يفد معه هذا الأسلوب، فاقترح بعضهم قتل العز.بن.عبد.السلام، فذهب نائب السلطنة ومعه مجموعة من الأمراء، ثم طرق باب العز.بن.عبد.السلام، وكانت سيوفهم مصلتةً يريدون أن يقتلوه فخرج ولد العز.بن.عبد.السلام -واسمه عبد اللطيف-، فرأى موقفًا مهيبًا مخيفًا، فرجع إلى والده وقال: يا والدي انجُ بنفسك.. الموت، الموت، قال: ما الخبر؟ قال: الخبر كيت، وكيت. فقال العز.بن.عبد.السلام لولده: يا ولدي، والله إن أباك لأحقر وأقل من أن يقتل في سبيل الله - عز وجل -. ثم خرج مسرعًا إلى نائب السلطنة، فلمّا رآه نائب السلطنة يبست أطرافه، وتجمّد وأصابته حالة من الذعر والرعب، وأصبح يضطرب وسقط السيف من يده، واصفرَّ وجهه، وسكت قليلاً ثم بكى وقال: يا سيدي، خبِّر ماذا تعمل؟ قال العز: أنادي عليكم وأبيعكم. قال: تقبض الثمن؟ قال: نعم. قال: أين تضعه؟ قال: في مصالح المسلمين العامة، فطلب منه الدعاء وبكى بين يديه ثم انصرف. وفعلاً فَعَلَها العز.بن.عبد.السلام - رحمه الله - قام وجمع هؤلاء، وأعلن عنهم، وبدأ يبيعهم، وكان لا يبيع الواحد منهم إلا بعدما يوصله إلى أعلى الأسعار، فلا يبيعه تَحِلَّةَ القسم، وإنما يريد أن يزيل ما في النفوس من كبرياء، فكان ينادي على الواحد بالمزاد العلني، وقد حكم مجموعة من العلماء والمؤرخين بأن هذه الواقعة لم يحدث مثيل لها في تاريخ البشرية كلها( ). إن جميع الأمم على مدى تاريخ البشرية جمعاء إذا أتوا يفاخروننا، فإننا نفاخرهم بأئمة أفذاذ من أمثال العز ابن عبد السلام، هاتوا لنا شخصية فكرية في الأمم كلها تقف مثل هذا الموقف؟ ولعل تاريخ الإسـلام كله لا يعرف فيه مثل هذا الموقف الذي حصل للعز بن عبد السلام - رحمه الله - رحمة واسعة. وقد سجَّل هذا الموقف - بقلمه البـارع وأدبه الرفيع-، الأديب مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - في كتابه "وحي القلم" تحت عنوان "أمراء للبيع"( )، وأَلَّف أحد المعاصرين كتابًا سماه: "العز.بن.عبد.السلام بائع الملوك". إذن العز.بن.عبد.السلام كان شجـاعًا في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهر بكلمة الحق، وكان يرى أن يقول ذلك علانية، وصراحـة، ولا يداهـن، ولا يخاف في الله لومة لائم. موقفه مع الوزير فخر الدين: ومن أبرز المواقف التي تذكر في هذا الجانب: أن بعض تلاميذه أتوه في يوم من الأيام فقالوا له: إنه في مكان كذا، قام وزير كبير في دولة المماليك ويدعى فخر الدين ببناء طبلخانة -وهي: مكان مخصص للغناء والرقص والموسيقى والفساد- وكان هذا المكان بقرب أحد المساجد، وعندما تأكد العز.بن.عبد.السلام من صحّة هذا الخبر، جمع أولاده وبعض تلاميذه وذهب إلى المكان الذي يسمونه بالطبلخانة، وقام وأخذ الفأس، وبدأ في هدم هذا المكان هو ومن معه حتى سَوّوه بالأرض. فهل اكتفى بهذا؟ لا؛ بل أصدر قرارًا بأن هذا الوزير ساقط العدالة، فلا تقبل شهادته، ولا يقبل منه أي خبر من الأخبار، وأعلن ذلك للناس، فسرعان ما تناقلت الأمة هذا الخبر عن العز بن عبد السلام. وظن فخر الدين وغيره أن هذا الحكم بإسقاط عدالته لن يتأثر به فخر الدين إلا في مصر فقط، ولكنهم تعجّبوا أشد العجب حينما حدث خلاف ذلك، فقد أرسل ملك مصر "الملك الصالح" إلى الخليفة العباسي المستعصم ببغداد رسالة شفهية بواسطة أحد الأشخاص وعندما أبلغ هذا الرجل الرسالة إلى الخليفة المستعصم قال له الخليفة: هل سمعت هذه الرسالة من ملك مصر مباشرة؟ قال: لا، ولكن أبلغنيها الوزير فخر الدين عن الملك، فقال له الخليفة: إن هذا الوزير المذكور قد أسقط العز بن عبد السلام عدالته، ولا أقبل خبره، ارجع بهذه الرسالة، فلن أقبل هذا الخبر حتى تأتيني به من حاكم مصر مباشرة، فرجع الرسول إلى ملك مصر حتى شافهه بالرسالة ثم عاد إلى بغداد وأدّاها إلى الخليفة المستعصم( ). وعندما وصل خبر ردّ الخليفة لرواية هذا الوزير وخبره، عرف الناس أن الأمة كلها مع العز.بن.عبد.السلام. مع الظاهر بيبرس وتكرر هذا الأمر منه عند بيعة الظاهر بيبرس حين استدعى الأمراء والعلماء لبيعته، وكان من بينهم الشيخ العز، الذي فاجأ الظاهر بيبرس والحاضرين بقوله: يا ركن الدين أنا أعرفك مملوك البندقدار -أي لا تصح بيعته؛ لأنه ليس أهلا للتصرف- فما كان من الظاهر بيبرس إلا أن أحضر ما يثبت أن البندقدار قد وهبه للملك الصالح أيوب الذي أعتقه، وهنا تقدَّم الشيخ فبايع بيبرس على الملك. وكان الظاهر بيبرس على شدته وهيبته يعظم الشيخ العز ويحترمه، ويعرف مقداره، ويقف عند أقواله وفتاواه، ويعبر السيوطي عن ذلك بقوله: وكان بمصر منقمعًا، تحت كلمة الشيخ عز الدين بن عبد السلام، لا يستطيع أن يخرج عن أمره حتى إنه قال لما مات الشيخ: ما استقر ملكي إلا الآن. مؤلفاته وجهوده العلمية تعددت مساهمات العز بن عبد السلام في الإفتاء والخطابة والقضاء والتدريس والتأليف، وله في كل إسهام قدم راسخة ويد بيضاء، وانتهت إليه في عصره رياسة الشافعية، وبلغت مؤلفاته ثلاثين مؤلفًا، وهي دليل نبوغ فذ وقدرة عالية على أن يجمع بين التأليف وأعماله الأخرى التي تستنفد الجهد وتفنى الأعمار فيها، لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء، فاجتمع له من الفضل ما لم يجتمع إلا للأفذاذ النابغين من علماء الأمة. وشملت مؤلفاته التفسير وعلوم القرآن والحديث والسيرة النبوية، وعلم التوحيد، والفقه وأصوله والفتوى. ومن أشهر كتبه: قواعد الأحكام في مصالح الأنام، والغاية في اختصار النهاية في الفقه الشافعي، ومختصر صحيح مسلم، وبداية السول في تفضيل الرسول، والإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز، وتفسير القرآن العظيم، ومقاصد الصلاة، ومقاصد الصوم. وفاته طال العمر بالعز بن عبد السلام، فبلغ ثلاثة وثمانين عاما قضى معظمها في جهاد دائم بالكلمة الحرة، والقلم الشجاع، والرأي الثاقب، وحمل السلاح ضد الفرنج؛ للمحافظة على حقوق الأمة حتى لقي ربه في (10 من جمادى الأولى 660 هـ = 9 من إبريل 1066م). هوامش ومصادر الباحث احمد تمام : (1)ابن شاكر الكتبي: فوات الوفيات – تحقيق إحسان عباس – دار صادر – بيروت – بدون تاريخ. (2)عبد الوهاب السبكي: طبقات الشافعية الكبرى – تحقيق محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح الحلو – مطبعة عيسى البابي الحلبي – القاهرة – (1383هـ=1964م) وما بعدها. (3)محمود رزق سليم سليم: عصر سلاطين المماليك – مكتبة الآداب – القاهرة – (1384 هـ = 1965م) (4)محمد الزحيلي: العز بن عبد السلام – دار القلم – دمشق – 1998م. هوامش الداعية سليمان العودة : (1)انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (8/209)، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/110). (2)انظر: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/110). (3)ستأتي ترجمته. (4)هي شجر الدر بنت عبد الله أم خليل التركية، كانت من حظايا الملك الصالح نجم الدين أيوب، وولدت له ابنه خليل، وقد ملكت الديار المصرية بعد مقتل ابن زوجها، وضُربت السكة باسمها وعلّمت على المناشير مدة ثلاثة أشهر. انظر: البداية والنهاية (17/352). (5)انظر القصة في: عجائب الآثــار (1/28)، وتاريخ الخلفاء (1/465)، ومآثر الإنافة (2/93)، والنجوم الزاهرة (6/364). (6)جَبَذَ: لغةٌ في جَذَبَ. لسان العرب (2/165). (7)أخرجه البخاري (956) وهذا لفظه، ومسلم (889) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -. (8)أخرجه أحمد (11150)، ومسلم (49)، والترمذي (2172) وهذا لفظه، والنسائي (5008) من حديث طارق بن شهاب. (9)انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (8/234). (10)قلعة الشَّقِيف: قلعة حصينة جدًّا في كهف من الجبل، قرب بانياس من أرض دمشق. انظر: معجم البلدان (3/356). (11)صَفَد: مدينة في جبال عاملة المطلَّة على حمص بالشام، وهي من جبال لبنان. انظر: معجم البلدان (3/412). (12)قال ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية (2/110): ولي الخطابة بدمشق فأزال كثيرًا من بدع الخطباء، ولم يلبس سوادًا ولا سجع خطبته؛ بل كان يقولها مسترسلاً، واجتنب الثناء على الملوك بل كان يدعو لهم". اهـ. (13)انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (8/243). (14)طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/110)، وقد شارك العز بن عبد السلام علماء آخرين في الإنكار على الملك الصالح إسماعيل من هؤلاء أبو عمرو ابن الحاجب شيخ المالكية، حيث اشتدّ ابن الحاجب في الإنكار على الملك فاعتقله الملك مدة ثم أطلقه وألزمه بيته. انظر: البداية والنهاية (17/ 251، 300). (15)انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (8/243). (16)انظر: طبقات الشافعية الكبرى (8/211). (17)انظر: طبقات الشافعية الكبرى (8/212). (18)انظر: طبقات الشافعية الكبرى (8/211). (19)انظر: طبقات الشافعية الكبرى (8/217)، وقال السبكي تعليقًا على هذه الواقعة: "وهذا ما لم يُسْمَع بمثله عن أحد، - رحمه الله - ورضي عنه". (20)انظر: وحي القلم (3/41). (21)انظر: طبقات الشافعية الكبرى (8/215). (22)أخرجه مسلم (49) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -. (23)قال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (8/215): "ومما يدل على منـزلته الرفيعة عندهم: أنّ الملك الظاهر بيبرس لم يبايع واحدًا من الخليفة المستنصر والخليفة الحاكم إلا بعد أن تقدّمه الشيخ عزّ الدين للمبايعة، ثم بعده السلطان، ثم القضاة. ولمّا مرّت جنازة الشيخ عز الدين تحت القلعة، وشاهد الملك الظاهر كثرة الخلق الذين معها قال لبعض خواصِّه: اليوم استقرّ أمري في الملك؛ لأنّ هذا الشيخ لو كان يقول للناس: اخرجوا عليه؛ لانتزع الملك منّي". (24)انظر: طبقات الشافعية الكبرى (8/214). (25)انظر: طبقات الشافعية الكبرى (8/215). (26)انظر: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/111). (27)هو الإمام الحافظ العلامة أبو محمد زكي الدين عبد.العظيم بن عبد القوي المنذري قال ابن كثير في البداية والنهاية (17/378): "سمع الكثير، ورحل وطلب، وعني بالحديث حتى فاق أقرانه فيه، وصنّف وخرج، واختصر صحيح مسلم وسنن أبي داود، وله اليد الطولى في اللغة والفقه والتاريخ، وكان ثقة حجة متحرِّيًا زاهدًا" .اهـ. توفي سنة (656)هـ. انظر: تذكرة الحفاظ (4/1436). (28)انظر: طبقات الشافعية الكبرى (8/211). (29)هو الإمام جمال الدين محمود بن أحمد بن عبد السيد بن عثمان بن نصر البخاري أبو المحامد المعروف بالحصيري نسبة إلى محلّة ببخارى يعمل فيها الحصير كان ساكنًا بها، ولد سنة (546)هـ، وتفقّه على جماعة ببُخَارى وسمع الحديث، ثم قدم الشام، ودرس بالنُوريّة، وحدّث وأفتى وانتفع به جماعة، وروى مؤلفات محمد بن الحسن وانفرد بروايتها وانتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة، وكان كثير الصدقة غزير الدمعة، عاملاً نزيهًا عفيفًا. توفي - رحمه الله - سنة (636)هـ. انظر: الجواهر المضية فى طبقات الحنفية ص155. (30)يقال: رَسَمْتُ له كذا فارتسمه: إذا طلبت الشيء فامتثله ونَفَّذَه. انظر: لسان العرب (5/216). (31)انظر: طبقات الشافعية الكبرى (8/237). (32)هو عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الملقب بفخر الدين شيخ الشافعية بدمشق قال ابن كثير: اشتغل الشيخ فخر الدين من صغره بالعلم الشريف على شيخه قطب الدين مسعود النيسابوري، وكانت الفتاوى تفد إليه من الأقطار، وكان كثير الذكر، حسن السمت. توفي سنة (620)هـ وله خمسٌ وستون سنة. انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/120-122)، ووفيات الأعيان (38/135)، وسير أعلام النبلاء (22/187). (33)استدعاه الملك العادل أبو بكر بن أيوب وأجلسه إلى جواره وسأله أن يلي القضاء بدمشق، فقال الشيخ فخر الدين: حتى أستخير الله تعالى، ثم امتنع من ذلك، فشق على السلطان امتناعه، وهَمَّ أن يؤذيه، فقيل له: احمد الله أن في بــلادك مثـل هذا. انظر: البدايـة والنهايـة (17/121). (34)انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/122). (35)هو جمال الدين عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني قاضي القضاة بدمشق، ولد سنة (520)هـ، قال العز ابن عبد السلام: ما رأيت أحدًا أفقه من ابن الحرستاني. اهـ قال ابن كثير في البداية والنهاية (17/668): "ذكر غير واحد أنه كان من أعدل القضاة وأقومهم بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم". اهـ. توفي سنة (614)هـ وعمره خمسٌ وتسعون سنة. انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (8/196)، وســير أعــلام النبلاء (18/80). (36)انظر: سير أعلام النبلاء (22/83). (37)قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (4/1481): "عزل نفسه من القضاء غير مرة". ا هـ. (38)تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المنفلوطي الصعيدي صاحب التصانيف ولد في شـعبان سنة (625)هـ، قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (4/1481): "الفقيه المجتهد المحدِّث الحافظ العلامة شيخ الإسلام، وكان من أذكياء زمانه واسع العلم كثير الكتب مديمًا للسهر، مكبًّا على الاشتغال ساكنًا وقورًا ورعًا، قَلَّ أن ترى العيون مثله". اهـ.، توفي - رحمه الله - في صفر سنة (702)هـ. (39)قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (4/1481): "عزل نفسه من القضاء غير مرة". اهـ. (40)انظر: طبقات الشافعية للكبرى (8/213). (41)هو عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد السلام الفقيه، ولد سنة (628)هـ، فطلب الحديث بنفسه وقصد الشيوخ، وتفقّه على والده، وتميَّز في الفقه والأصول، وكان يعرف تصانيف والده معرفة حسنة. توفي - رحمه الله - بالقاهرة في شهر ربيع الآخر سنة (695)هـ. انظرترجمته في: طبقات الشـافعية الكبرى للســبكي (8/312)، وطبقات الشــافعية لابن قاضي شـهبة (2/182، 183). (( خـــآطرة خارج الســـرب !! ))
أيا (( عمر الفاروق )) هل لك عودة=فإن جيوش (( الــروم )) تنهى و تـــأمـــــــــر يحاصرنا كالموت مليون كافــــــر=ففي الشرق (( هولاكو )) وفي الغرب(( قيصـر )) تعال إلينا فالمروءات أطرقـــــــت = و موطن آبائي زجاج مكـــــــــــــــــسر تناديك في شوق (( مآذن مكــــــــــة )) = و تبكيك (( بدر )) يا حبيب و(( خيـــــبر )) ويبكيــــك (( صفصاف الشام )) ووردها= و يبكيك زهر (( الغوطتـــــين )) و(( تدمـــــر )) أيا فارسًا أشكو إليه مواجعــــي =و مثلي لــــه عذر ومثـــــــــلك يعــــــذر جمع لكم البحثين بتصرف أخوكم في الله أبو زيـــد الغييــثي
|
||
|
07-01-2009, 11:11 PM | #2 | ||||
|
رد: ( بائع الملوك ومرخص الامراء ) العز بن عبدالسلام
بارك الله فيك أخي أبو زيد الغييثي
|
||||
|
09-01-2009, 03:32 PM | #4 | ||
|
رد: ( بائع الملوك ومرخص الامراء ) العز بن عبدالسلام
بيض الله وجهك على البحث القيم لعلم من رموز الأمة الإسلامية من نحتاج
|
||
|
09-01-2009, 04:51 PM | #5 | ||||
|
رد: ( بائع الملوك ومرخص الامراء ) العز بن عبدالسلام
والله بحث متعوب عليه وبحث قيم بارك الله فيك يابوزيد وكثر الله من امثالك وافي
تم تقيم الموضوع القيم ممتاز محبك ابو بدر
|
||||
|
13-01-2009, 11:07 PM | #8 | ||
|
رد: ( بائع الملوك ومرخص الامراء ) العز بن عبدالسلام
بيض الله وجهك ياخطاب على هذا البحث القيم..
|
||
|
13-01-2009, 11:47 PM | #9 | ||||
|
رد: ( بائع الملوك ومرخص الامراء ) العز بن عبدالسلام
بحث رائع وجميل عن هذا الرجل الحكيم الصالح الشجاع
|
||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||