كان شاعراً متفرداً على الرغم من صغر سنه
لا أستطيع ان أدعي بأنني أفضل شاعر، ولا اسمي نفسي كذلك، ولا أظن بأنني كذلك، لكنني أستطيع الادعاء، دون ان يخالجني أي شك أو تردد بأنني من أفضل
من يتذوق الشعر، ويميّز بين جميله وقبيحه، وطيبه وخبيثه.
نعم، أستطيع ان أزعم ذلك، ولقد جاد عليّ الله سبحانه وتعالى بموهبة الحفظ منذ الصغر، فحفظت الكثير الكثير من الشعر الجميل، سواء الفصيح أو النبطي
أو من العاميات العربية من اليمن الى المغرب العربي، وبعض الشعر من لغات أخرى. فلله الحمد والمنة.
وفي الكويت، شعراء شباب استطاعوا ان يجبروني على حفظ ما يقولون من شعر، ويجعلوا ذاكرتي، التي بدأت تشيخ، تفسح مجالا لما يبدعون.
من هؤلاء المغفور له باذن الله فيصل بن سعد الدوسري، وهو شاب صغير، لمع نجمه في سماء الشعر النبطي، متسلحا بالمرجلة، وبما ورثه عن آبائه
وأجداده من قيم عربية أصيلة. انتقل الى رحمة الله في فبراير الماضي وهو لم يتجاوز العشرين الا بأربع سنين.
سمعني ابني شافي أردد بيتين من شعره يقول فيهما:
الأوادم تدور أيامهم والسنين...... بين حفلة زفاف وبين حالة وفاه
من يبارك لك يعزيك لو بعد حين.... ويمكن تبارك بعرسه وتحضر عزاه
فأخبرني بقصته مع التويتر، حيث كتب تغريدة يعلن فيها أنه سيترك التويتر الى الأبد يوم الثلاثاء 28 فبراير، وكان ذلك،
فلقد اختاره الله في ذلك اليوم، فانا لله وانا اليه راجعون.
يقول فيصل رحمه الله:
هقوة بلادك في مساراتك تسير... افطن لهقوات العقول النيّره
لا ينثني عزمك بقولة ما يصير.... دور على اللي ما يصير وصيّره
كان رحمه الله شاعرا فردا على الرغم من صغر سنه. نسأل الله له الرحمة والمغفرة والجنة
، وان يلهم والديه، اللذين كان برّا بهما واخوته ومحبيه الصبر والسلوان.
مبارك بن شافي الهاجري
جريدة الوطن الكويتيه
ومن ابياته اضيف على الكاتب
يحسب الموت في سن المشيب ؟
اكثر اللي يموتون الشباب
تغرب الشمس ويشوف اللبيب
انها ترمز لموعد غياب !
رحمة الله عليه فيصل سعد الدوسري واسأل الله ان
يرزقه الفردوس الاعلى ويرحم موتى المسلمين اجمعين