إن سيرة وحياة العظماء من الرجال كالمدرسة تماما .. بيد أنها مدرسه بلا فصول ينهل منها الجميع ويتعلم فيها الكبير والصغير .
كان رحمه الله معينا يستقى منه الظمأن ..كان مدرسة في العلم وتعليمه ومثالا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ومضرب المثل في العبادة والزهد في الدنيا .. كان شجاعا وجسورا ذا حزم وقوة .. وهو قبل هذا وذاك صاحب همة عالية وروح وثابة طموحة ..
****
انه الشيخ العالم الفقيه /
محمد بن ناصر بن حمد بن محمد بن سند ال سند الودعاني الدوسري (يرحمه الله)
ولد في قرية الصفرات, تحديداً في منطقة الجو سنة 1332هـ
توفي والده وهو في عمر 6 سنوات فنشاء يتيم الأب كفله العم فهد بن حمد بن محمد السند ((ابو الأيتام ))
امه هي/ نوره بنت محمد الدهييشي "رحمها الله "
****
طلبه للعلم /
اول من درسه الشيخ / يحيى بن حسين بن يحيى "رحمه الله " من ( أهلي البير) ساكن في القرينه ((امام مسجد شارع الستين في الملز)).
ثم الشيخ / عبدالله ابن حسين "رحمه الله " .
حفظ القرآن والمتون وعمره12 سنه .
ثم ذهب إلى الرياض ودرس على يد الشيخ "مفتي سابقا" / ابن ابراهيم "رحمه الله" سنه واحدة
وكان يسكن في سكن الطلبه في مسجد ابن ابراهيم
وأخذ عن الشيخ ابن بشر و الشيخ ابن محمود "رحمهم الله جميعا"
****
ثم رجع الى الصفرات وقد استر في إمامة وخطبة المسجد قرابة الستين سنه ولعلها تزيد ..
وكان عمره 14 عام
درس "رحمه الله" بمدرسه الصفرات عام 1374 هـ اول مأفتتحت المدرسة
درس قرآن وتوحيد وفقه وتجويد
درس قرابت 25 سنه تقريباً ثم تقاعد عن التدريس وتعاقدو معه مره اخرى ودرس في مدرسة الصفرات .
انتقل للرياض عام 1401هـ و سكن في منزله بحي السويدي .
توفي رحمه الله واسكنه فسيح جناته عام (1419) هـ عن عمر يناهز90 عام
وقبر في مقبرة العود بالرياض .
****
جدوله اليومي /
كان رحمه الله يستيقظ قبيل الفجر بساعه تقريبا يحييها بقيام الليل ..دعاء..وبكاء..تضرع لله رب الأرض والسماء .
بعد الفجر يجلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم يعود للبيت ويتناول مشروبه المفضل (القهوه) بعد ذلك يذهب للتعليم بمدرسه الصفرات , وقد عرضت عليه إداره المدرسه لكنه رفض ويتعذر بأنه إمام لمسجد الجو ولابد ان يذهب ليصلي بالجماعه صلاه الظهر هذا ان كان في ايام الدراسه اما ان كان في الإجازة الصيفية فإنه وبعد إفطاره يجلس للقراءة والمطالعه حتى الظهر وبعد الظهيرة يعود للقيلوله ومن ثم الغداء ثم يتجه لصلاة العصر في المسجد ويجلس حتى المغرب في المسجد وكان لايدع هذه الجلسة والتي بعد العصر ابدا إلا لحاجة كاستقبال ضيف او قضاء امر ضروري بعد المغرب يعود للمنزل ويجلس مع الأهل ومعه كتابه يقرأ فيه .. يصلي العشاء ثم ينصرف لعشائه ثم النوم .
****
اما في رمضان /
وفي رمضان يزداد العمل الصالح تشميرا .. إذ كان رحمه الله يختم القرآن مرتين في صلاة التراويح والقيام ويعتكف في العشر الأوخر في مسجد "الجو" وفي غرفة خاصة ..
ويدع قراءة الكتب والمطالعه فيها ويتفرغ للقرآن الكريم كما هي عادة السلف .
ثم يخرج للعيد بصوت انهكه طول القيام والبكاء .. ويخطب في الناس : "ليس العيد لمن لبس الجديد وتكاثر بالمال والعبيد ولكن السعيد من أتقى المجيد وعمل ليوم الوعيد ..." ثم تخنقه الدمعه ويدركه الخشوع فيقف ..(عليه رحمة الله )
(اللهم ارفع درجته في المهديين وأخلف لهم في عقبه في الغابرين واحشرنا وإياه في زمرة الأنبياء والصالحين ) ..
