::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - قصة عن الشيخ(سعدون العواجي)وإبنيه الفارسان(عقاب)و(حجاب)....
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2005, 09:45 PM   #4
 
إحصائية العضو








:علي: غير متصل

:علي: is on a distinguished road


تكمله للقصه كامله

يتبع...

لم يبق لسعدون بعدهما من يعتقد فيه خيرا , إلا حفيديه الصغيرين ابني عقاب وحجاب الحبيبين ,
لقد أخذ يربيهما , ويعلمهما فنون القتال , آملا أن يأخذا ثأر أبويهما من هايس القعيط .

وعندما كملت رجولتهما , طلب أن يقول كل واحد منهما قصيدة , يبين فيها أنه سيأخذ ثأر
والده , وعمه , وإذا أجاد أحدهما القول فسوف يعطيه المهرة بنت فرس عقاب المسماة
( فلحا ) وهذه آصل فرس عند قبائل ( ولد سليمان ) فقال ابن حجاب قصيدة لم تعجب جده ,
ثم قال ابن عقاب قصيدة أعجب بها , وهذه هي القصيدة :

يا ليت منهو جذ فلحا ثنيّه = والا رباع مسوسده بالمسامير
أبي الى ما قيل زيعت رعيّة = وتوايقن مع الحني الغنادير
انطح عليها سربة ٍ زوبعيّه = يجهر لميع سيوفها والمشاهير
متقلد ٍ سيف سواه الحنيّه = أدور أبويه عند روس الخواوير
أن كان ما ليّنت بالحبل ليّه = ماني عشير اللي نهوده مزابير
لا بد من يوم ٍ يزرفل كميّه = وكل ٍ يحسّب مربحه والمخاسير
ثار ٍ لبوي عقاب فرض ٍ عليّه = عليه وصاني زبون المقاصير
سعدون جدي هو خلف والديّه = شيخ الجهامه والسلَف والمظاهير
دين ٍ على هايس زبون الونيّه = أن ورّدوهن مثل اثامي الخنازير
عيب ٍ علي العزوة الوايليّه = واحرم من الفنجال وسط الدواوير


وعندما سمع شاعر شمر بقصيدة ولد عقاب أجابه بهذه الأبيات :

وش عاد لو جذيت فلحا ثنيّه = شمر يجونك فوق قب ٍ عطاطير
أبوك ضرب بحربةٍ شوشليّه = كزّه حبيبي كزّة الدلو بالبير
صابه غلام ٍ ما يعرف اللويّه = ما صدها يوم السبايا مناحير
له عادة ٍ بالفعل في كل هيّه = عشّى ثنادي ابوك عوج المناقير
وعيال زوبع ملحقين الرديّه = اللي تهزّع بالحروب الطوابير


لقد فاز بالجائزة ابن عقاب فأعطاه جده الجواد بنت ( فلحا ) وأخذ سعدون ينظر إلى
ابن عقاب بإعجاب , ويداعبه الأمل أنه سيشفي غليله , ويأخذ الثأر من الشيخ هايس القعيط .

ومن الفرص الغريبة التي قدر فيها لابن عقاب أن يأخذ بثأر أبيه وعمه , ويقضي على هايس
القعيط , أنه حصل بين غنيم ( الربضا ) بن بكر شيخ السويلمات من العمارات , حصل بينه
وبين هايس القعيط تصادم في وديان عنزة , وطال الحرب بينهما , وأرسل غنيم بن بكر
الربضا لقبائل عنزة , يطلب منهم النجدة والعون , وكذلك هايس القعيط أرسل لقبائل شمر
يستنجدهم , فأخذت الإمدادات من كل القبيلتين تترى على موقع المعركة , وقد سنحت
الفرصة لسعدون العواجي , فعندما علم بذلك , أمر حفيده , وأمله الوحيد , ابن عقاب ,
بالشخوص فورا إلى المكان الذي تدور فيه رحى الحرب بين غنيم وبين هايس . . .
وأوصاه بأن لا ينسى ثأره من قاتل أبيه وعمه .

لقد سارع ابن عقاب إلى أمنيته التي كان يترقبها , فاشترك بخوض المعركة , وكل ما يهمه
هو أن يرى غريمه وقاتل أبيه وعمه , وبعد أن رآه بأم عينه , وتأكد من شخصيته , وليست
بخافية , لأن شخصية هايس القعيط معروفة , مقداما جريئا , لا يرهب الموت , ودائما هو
في مقدمة الفرسان , رغم تقدمه بالسن , وعندما هجم هايس على فرسان عنزة , يتقدم فرسان
شمر , انقض عليه ابن عقاب مثل النمر الكاسر , وأغمد ذبابة سيفه بخاصرته , وانتحى به
عن مكان المعركة , إلى أن ابتعد عن الفرسان , ثم أمسك رقبته وترجل عن به على الأرض ,
والتفت إليه هايس القعيط , فقال له ابن عقاب : هل تعرفني ؟ فقال : أنت ابن عقاب العواجي ,
ولا شك انك تشبهه , ولكن لم أقتله أنا , فالذي قتله غيري , فقال ولد عقاب : أنا لا أسلك عن
ذلك , ولكنني أسألك بالله أن تبلغ سلامي والدي إذا وصلته في الدار الآخرة , وتخبره بأني
أخذت بثأره , وتشرح له كل ما رأيت بعينك , ثم علا رأسه بالسيف , وفصله عن جثته , وبعد
ذلك طارت البشائر إلى الشيخ سعدون العواجي , بأن حفيده قد قتل هايس القعيط , وقد اجتمع
رجال الحي يهنئونه , وقد عقر الإبل , وعمل الأعياد عند قبائل ( ولد سليمان ) وكان يوما
مشهورا عندهم , وأخذ النساء يزغردن , بعد أن لبسن زيناتهن , وطاب نوم الشيخ سعدون ,
وبات قرير العين , وأخذ ينشد :

يا سابقي رد البرا , مات راعيه = الجيش حزّب والرّمك موفلاتي
يا ناس زول عقاب ماني بناسيه = عقبه فلا تسوى ريال ٍ حياتي
لو من إذا جروٍ لقا ما إذا فيه = كان العرب كله تسوّي سواتي
الورد ورع عقاب لا خاب راجيه = حوّل بهايس ما تناسى وصاتي
كزّه لبوه ويذكر انه موصيه = يعد ما شافت عيونه ثباتي
الخيل تثقل لين تسمع عزاويه = ومن يوم سمعنّه وهن مقفياتي
لعل ورع ٍ ما مشى درب أهاليه = تشلق عليه جيوبها المحصناتي


وبهذه الفترة عيّن الأمير عبدالله بن علي بن رشيد أميرا لحائل من قبل الإمام فيصل بن
سعود , بعد أن عزل أميرها الأول ابن علي , وظل عبدالله بن علي بن رشيد أميرا على حائل ,
والمناطق الشمالية من المملكة , وعندما علم بذلك مشائخ قبائل الشمال توافدوا إليه , وكل
منهم يقدم الهدايا للأمير الجديد , ومن بين الذين قدموا إليه غنيم بن بكر الربضا , وكان مهديا
إلى ابن رشيد ثلاثا من الخيل , وقد قبلها عبدالله بن رشيد , وعندما كان غنيم الربضا جالسا
عند أمير حائل , كان مع الجالسين شاعر شمر ابن طوعان , وكان مكفوف البصر , وطاعنا
بالسن , فقال له الأمير عبدالله بن رشيد : هذا غنيم الربضا يا ابن طوعان قم وسلم عليه ,
وعلى الفور أجابه ابن طوعان بهذين البيتين من الشعر , موجهها لغنيم الربضا يحرض فيها
عبدالله بن رشيد عليه :

يا غنيم عندك هايس نطلبك دين = خيّال تالي شمر بالسنودي
إن كان ما جازاك عنها صباحين = ماهو ولد علي عريب الجدودي


وبعد أن سمع أمير حائل هذين البيتين من ابن طوعان , التفت إلى غنيم الربضا , وأمره أن
يرجع إلى أهله , وقال له : إننا أمرنا بإرجاع خيلك التي أهديتها لنا إليك , وأنت في أمان إلى
أن تصل إلى أهلك , وبعد ذلك اعتبر نفسك من الأعداء , ولا بد لنا أن نأخذ ثأر هايس القعيط
منك , لأنك أنت زعيم المعركة , التي قتل فيها هايس القعيط , ولذلك فأنت المطلوب بدمه ,
وقيل أن ابن رشيد غزاه بعد ذلك , وأنه قتله في وديان عنزه .
وأسجل هنا نبذة للتاريخ عن قبيلة آل بريك , التي يرأسها هايس القعيط ,
ولم يزل أحفاده رؤساء لهذه القبيلة و ولا زالت هذه القبيلة مع شمر :
والواقع أن هذه القبيلة هي قسم من قبيلة آل بريك التي هي من قبيلة الدواسر , ولكن حصل
بينهم حادثة أدت إلى قتال ودماء , وعلى إثر ذلك رحل جماعة هايس القعيط من ابناء عمهم ,
والتجأوا عند الجربان شيوخ قبيلة شمر , عندما كانوا يقطنون شمالي المملكة , وقد أعزهم
الجربان وأكرموهم وبقوا معهم طويلا , وأخيرا حالفوا الجربان , وقد قربوهم دون سواهم ,
ولم يزالوا ساعد الجربان الأيمن بالملمات , وحتى الآن وهم عند الجربان من المقربين , بل
ويعتزون بوجودهم عندهم , وكانوا مشهورين بالإقدام , ولهم شهرة عظيمة , ومعروف عند
أهل نجد الآن أنهم فخذ من فخوذ قبيلة الدواسر , ولم ينزحوا إلا بأسباب الدم الذي حصل بينه
وبين إخوانهم آل بريك , وكان لجوؤهم إلى شمر قبل ثلاثمائة سنه تقريبا..


أخواني الكرام هذه قصة الشيخ(سعدون العواجي)وإبنيه الفارسان(عقاب)و(حجاب)التي رواها الأمير الشاعر(محمد بن أحمد السديري)في كتاب(أبطال من الصحراء) ....آمل أن تنال على إعجابكم ورضاكم....

ولاهنتوا

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس