الفيلسوف راشد بن سالم
الملقب براشد الخلاوي
بقلم : مبارك عقيل العقيل
قلت نعم أنا أعتبره فيلسوفا ، عندما يتعرض شخص راشد بن سالم الملقب ( راشد الخلاوي ) للوصف
فأنه يتعرض له بشىء من الفلسفة الفكرية ، والحكمة معا ، وبالفلسفة قدر على ايصال المعلومة لمن
يعرف معنى القصيد فى حياة هذا الرجل المجرب والحاوي على جميع المعرفة فى حياة الانسان 0
وأيضا لمن يعرف الحكمة فان راشد بن سالم قد حوى فى قصيده حكم ٍ لا يمكن أن يغفل عنها قارىء قصيد هذا الرجل 0فهو يعد من العباقرة والمهوبون حين يجمع فى قصيده الفلسفة والحكمة والوصف من واقع مرارة ومأساة حياته التى جرب فيها المعناة فى حياة الانسان 0
وعندما تطرق لممدوحه منيع بن سالم فهو لم يترك صغيرة أو كبيرة لمنيع الا وقد تطرق لها 0
واليك ماقاله فيمن غدر فى صاحبه منيع بن سالم ، لم يجعلهم أعداء له حتى أغتصبوا منه الامارة ،
بل وصفهم بأنهم من قومه ومن اقربائه 0 حين قال :
فلا غلنا حرب ٍ على واضح النقا 0000 حتى نحذر الحذر ممن نحاربه
ومعنى هذا البيت بأن المصيبة داخلية بين القوم أنفسهم ، ولو كانوا أعداء من الخارج لكانت المصيبة أهون حين يأخذونها بالحرب 0 والسبب فأن منيع بن سالم سوف يأخذ فى هذه الحال جميع الأسباب للمواجهه 0 سواء من الرجال والخيل والسلاح ويكون مستعدا لها ، وهنا ساعتها سوف يقبل بالهزيمة بسبب قوة أعدائه وتكون أخف وطئة ٍ من الغدر والخيانة التى جعلته فى حيرة ٍ من أمره 0
لأن الحذر فى حالة الاعداء قد بذل فى سبيل الدفاع عن ملكه 0وهذا لم يحصل 0
وانما الغدر والخيانة حصلت من صديق يعرف مواضع ضعف منيع بن سالم ، وبالتالي أحكم له الضربة 0
مما جعلت المادح لمنيع وهو راشد الخلاوي والممدوح يتجرعون المر والعذاب من هول مارأوا من أبناء عمومة منيع وهم القادرين على قتله ولكنهم بدلا من قتله أكتفوا فقط بطرده من الامارة 0
مما جعل راشد الخلاوي يتأسى لهول الصدمة على صاحبه 0وقد أوصل لنا راشد الخلاوي رسالة ٍ أخرى عندما قال :
الا قبح الله الغراميل كلها 0000 وأخزى لزيد بن الزواني وصاحبه
وهنا كلمة الخزي لا تأتي الا الى أناس قربيين كل القرب من منيع بن سالم ، لأنها لا تطلق على العدو الخارجي البعيد كل البعد عن الامارة 0
وأيضا يتطرق راشد الخلاوي لشىء من الفلسفة فى معرفة واقع حال منيع بن سالم عندما فقد الامارة عن قوم منيع 0 عندما قال :
فلا شاقني الا غريمي وقومه 0000 ولا شفني الا توالي ركايبه
وهنا أيضا أعطانا صورة شعرية فى الوصف بأن الشقاق حصل بينه وبين قومه الذين طردوه هو وحاشيته 0
ولا شفني الا توالي ركايبه بمعنى القوم الذين خرجوا مع منيع قليلين ، ولو كانوا متكافئين مع قرابتهم بالعدد والقوة لحصل نزاع حتى يسيطرون على زمام الأمور0 ولكن كل ما حصل لمنيع كان بالسهولة للمناوئين
لمنيع ، وبالتالي حسموا الأمر لصالحهم 0
وأيضا يوضح الموقف أكثر عن ما يلحق بالاقرباء عندما يخونون قريبهم ، وهى كلمة العار فى هذا البيت 0عندما قال :
سفاسف قوم ٍ دمر الله دارهم 0000أضحوا بعار العار وأخزى معايبه
وهنا فى هذا البيت استعمل راشد الخلاوي ثلاث كلمات 0
1_ العار
2_ الخزى
3_ معايبه ( وهى تعنى العيب )
وهذه الصفات لا تطلق على العدو الخارجي ، وانما جميعها تطلق على القرابة من الشخص المعني بها وهم قوم منيع الذين تلحقهم جميع هذه الصفاة بسبب الغدر والخيانه 0
ويسترسل راشد عندما يقول :
نمات البلا والعوق والبوق والخنا 0000 من خالهم قبح أولاد ٍ يلاد به
وهنا لما وصف الذين غدروا فى منيع قال نمات البلا والعوق والبوق والخنا ، فهذه الأوصاف لم يطلقها راشد الخلاوي على آباء وأجداد المذكورين من ناحية الأب لصلة منيع بن سالم بهم من ناحية قرابة الأجداد 0 وانما أطلقها على خالهم الذى هو من خارج هذه الاسرة ، والتى لا تناسب أبائهم بالسؤدد والأصل الكريم ، وربما جعلها هنا باختلاف المذهب الديني لأم الذين خانوا منيع وبين والدهم 0
ولا يقفل راشد الخلاوي بل بالغ أكثر بالحزن على ماتسبب له هؤلاء القوم لمنيع 0 عندما قال :
ومفرج غبني على الغوج فى الوغا 0000 فى حومة الميدان والخيل قاطبه
وهنا يشير الى الغبن وهو القهر الذى يختلج فى صدره ، ولسان حاله يقول لو أن امارة منيع أخذت فى حرب أو لقاء بين فرقيين لأ نفرج الهم والغبن والقهر عن صدري ورضينا بالأمر الواقع ، ولكن هذا لم يحصل مما زاده غبن وقهر على صاحبه 0
ولكنها أخذت فى ليل مظلم وبطرقة ٍ أفجعت منيع بن سالم وراشد الخلاوي معا 0
عندما قال :
الا ليتني فى ذلك اليوم حاضر 0000 ليل الثلاثا يوم من فاز فاز به
وليل الثلاثا هو القدر المحتوم الذى واجهه منيع بن سالم لفقدان مملكته 0
ومن رأفة أعدائه به فانهم لم يقتلوه واكتفوا فقط بطرده 0
النسب
وجميع أغراض الشعر قد تطرق لها راشد ومن بينها النسب ، نعم تطرق لنسب منيع بن سالم ، ولكنه تطرق لها بطرقة ٍ فيها من العلم والمعرفه فى الأنساب ، مالم يطري على مخلوق ٍ ما 0
يتبع