::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - عادات وتقاليد القبائل في الاكل(نرجو مشاركة الجميع)
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2007, 02:20 PM   #47
 
إحصائية العضو







نصر غير متصل

نصر is on a distinguished road


افتراضي رد: عادات وتقاليد القبائل في الاكل(نرجو مشاركة الجميع)

اقدم لكم نبذة مجملة عن إكرام الضيف بشكل عام في منطقة عسير، ورغم أن هناك تفاصيل دقيقة كثيرة، لكن المجال لا يتسع لذكرها.
إكرام الضيف:
لا يختلف كرم الضيافة في منطقة عسير عما لدى بقية العرب، إذ تحفل الثقافة التقليدية العسيرية بالكثير من الموروث الذي يحث على إكرام الضيف، والإشادة بالكرماء، ونتشئة الأجيال على التمسك بقيمة الكرم كقيمة اجتماعية مرموقة تضع صاحبها في مكانة اجتماعية عليا في المجتمع.
ويحظى الضيف في منطقة عسير بمراسم استقبال حافلة، تبدأ من اجتماع المستقبلين بكامل زينتهم وأسلحتهم في مكان عام يسمى (المُرحَّب أو الحضن)، ويرد إليهم الضيوف بأهازيج شعبية، ويتم تبادل التحية بإطلاق النار بشكل كثيف، ثم يشكل الطرفين صفين متقابلين، فيردد الضيوف السلام خلف كبيرهم، ويرد عليهم المستقبلين بشكل جماعي. ثم يلقي كبير الضيوف خطبة موجزة تسمى (رَدُودَة)، يحمد الله ويصلى على النبي في مقدمتها، ثم يعلن أسباب القدوم، وقد يتطرق إلى بعض ما يهم المستقبلين من أخبار خاصة أو عامة لا يعلمون عنها، ثم يختم بالسلام على المستقبلين. بعد ذلك يتقدم مجموعة من كبار المستقبلين فيسلمون على الضيوف. ويتقدم المسئول عن الضيافة، ويسمى (المُدَوِّل) بتقسيم الضيوف على مجموعات، تسمى (فُرُوقاً، مفردها فَرّق)، تتكون كل مجموعة من شخصين إلى عشرة، حسب عادات الجماعة المستقبلة. ويقول كل مضيف بمصاحبة ضيوفه إلى منزله. ويرافق كل مجموعة من الضيوف مجموعة من الجماعة، ومهمتهم ترديد عبارات الترحيب والتودد للضيوف، طوال إقامتهم، فيسلونهم بالحديث والمزاح وترديد القصائد الشعرية والروايات التاريخية. وتنتدب بعثة الشرف المرافقة للضيوف مجموعة من الشباب، يسمون (مُحتَضِية)، فيقوم بتجهيز القهوة والشاي وتقديهما للضيوف بشكل متكرر، ويقومون أيضاً بذبح الذبيحة وطبخها وتقديها للضيوف، في جو من الود والبشاشة والبشر. وكان الضيوف في عسير يقضون ثلاثة أيام للضيافة، يتم خلالها تنقلهم من مكان إلى آخر، ويمارسون خلالها ألعابهم الشعبية مثل الدمة والعرضة والزامل والقزوعي والخطوة وغيرها من الألعاب الفلكلورية. كما كان يتم التنافس بين الرماة لإصابة أهدف من حجارة الكوارتز (المرو) البيضاء، وربما أقيمت بين الشبان الأقوياء من الفريقين مباريات ما يعرف (بالمساراة)، وهي لعبة شعبية يحاول فيها مهاجم أحد الفريقين اختراق خطوط الدفاع للوصول إلى نقطة معينة، فإذا قبض عليه خرج من اللعبة، وهكذا. وقد يتصارع الشبان الأقوياء أمام الجميع فيحاول كل طرف أن يصرع الآخر على الأرض. ويتنافس آخرون في إظهار دقة إصابتهم للأهداف باليد، عن طريق نصب هدف، حجر مستطيل الشكل يسمى (نصعاً)، على بعد معين، ثم يقوم الرماة بقذفه بالحجارة، ويكون الفائز من يحقق عدد أكبر من الإصابات. وفي أثناء الليل يتم تسلية الضيوف بتقديم مسرحيات هزلية (كومودية)، تسمى (عجبة)، يتم فيها تقمص أدوار بعض الشخصيات بشكل هزلي مسرحي مضحك.
وللضيافة لدى قبائل منطقة عسير نظام دقيق، يختلف مسماة من جهة إلى أخرى فيسمى (خطة، أو سَبر، أو نصة، أو شوعاً، أو نوبة). ويعتمد هذا النظام على تقسيم واجبات الضيافة على الجماعة الواحدة بحسب القدرة الاقتصادية لكل شخص منهم. إذ ينتدبون خبراء لتقدير (ذرع) الملكية الزراعية والحيوانية وعروض التجارة لكل رجل من أفراد الجماعة. ثم يتم تقسيم برنامج الضيافة على ضوء ذلك. فيعطى كل رجل خطة ضيافة، تتكون في العادة من القيام بذبح ذبيحة سمينة ووجبة أو وجبتين من البر والسمن (تسمى صحناً). ونظام تقسيم الضيافة لديهم عادل، فقد يعطى الرجل غير ميسور الحال نصف (شطر) خطة، ويعطى المقتدر عدد من الخطط يتناسب مع قدرته الاقتصادية. وفي العادة يتم مراجعة القدرات الاقتصادية لأفراد الجماعة كلما حدث تغير في الملكية أو الحالة الاقتصادية. ولا يقتصر هذه النظام على تقدير واجب الضيافة، بل أنه يعتمد لتقدير الغرم أو المشاركة التي تطلب من الفرد لصالح الجماعة، مثل نفقات الغزو أو الجهاد، أو النكال أو الغرم الجماعي أو مساعدة الآخرين.

وللضيف في عسير حقوق وعليه واجبات، ويحكمهم في ذلك القول العربي المشهور: "الضيف أمير وأسير وشاعر". فهو أمير لأن له حقوق يجب أن تراعى من قبل المضيف. فمن حقوق الضيف أن يظهر له البشر والبشاشة وعظيم الترحيب، وأن لا يزعج بالأخبار السيئة، حتى إنه كان يتم إخفاء خبر إصابة أحد المستقبلين بطلقة نارية من قبل الضيوف أثناء تبادل التحية بإطلاق النار. ومن حق الضيف أن لا يذبح له سوى السمين، وإذا ثبت غير ذلك عوقب من قام بذبح غير السمين من الجماعة. ولدى بعض القبائل يكون للضيف حرية التصرف في الذبائح المقدمة له، فيأكل ما يشاء منها ويهدي عدد من الأجزاء، مفردها (نصد)، لمن يرى أن له حق عليه من الجماعة المضيفة. كما أن بعض القبائل تقفل الباب على الضيف أثناء تناوله الطعام ليأخذ حريته في الأكل والحديث، وبعضها الآخر يقف على المائدة لتسلية وخدمة الضيف. ومن حقوق الضيف أنه يصبح تحت حماية مضيفه من أي اعتداء ما دام أن الطعام لم يهضم وبقي في بطن الضيف، ويسمى ذلك العرف (حق العيش). بموجب هذا الحق فإن على المضيف الأخذ بثأر ضيفه ورد ما سلب عليه. ومن حق الضيف أن يعلن المضيف عند دعوة الحضور لتناول الوليمة أن هذا الواجب مقدم لفلان، إذ كانت المناسبة خاصة. ومن حق الضيف عند وفوده أن لا يكرم على وليمة مقدمة لضيف آخر، إلا أن يخبر بذلك، ومن حقه أن يأكد له أن واجب ضيافته الخاص سيقدم له لاحقاً.
والضيف في عسير يعد أسيراً لأن عليه واجبات وآداب يجب عليه أن يتقيد بها. فمن الآداب أن لا يسيء إلى المضيف أو أهل بيته أو جيرانه بأي شكل من الأشكال. وأن يتحلى بالآداب العامة الشائعة بين الناس. وأن يقوم بالدفاع عن صاحب المنزل عند حدوث هجوم عليه. وعلى الضيف أن لا يأكل جميع الطعام المقدم له، بل عليه أن يبقى جزء منه للجماعة. وعليه أن يأكل بشكل مؤدب وسريع ثم يقوم، عند صدور إشارة من كبير الضيوف، لإتاحة الفرصة للجماعة لتناول الطعام وهو نظيف وساخن. ولدى بعض القبائل لا يجب على الضيف أن يأكل من أجزاء معينة من الذبيحة، مثل عين الذبيحة، لأن في ذلك دلالات متوارثة تعني أن الضيف لم يجد ما يكفيه من الطعام، فيضطر المضيف للقيام بذبح ذبيحة أخرى للضيف عند اكتشاف ذلك. ومن الآداب أن يأكل الضيف من الطعام، وأن لا (يحرمه). ولا يحرم الطعام إلا رجل له طلب لدى المضيف يريد وعد بتحقيقه قبل أن يأكل، أو رجل ينوي شراً بالمضيف فلا يريد أن يرتبط عرفياً بحرمة المضيف عند الأكل من طعامه. وليس من الآداب أن يختار الضيف مضيفة، بل يترك الخيار لمسئول الضيافة (المدول) لتقسيم الضيوف على المضيفين. ولدى بعض قبائل البادية على الضيف الوافد أن يقصد أقرب بيت يواليه، وأن لا يتعدى إلى بيت ابعد من بيوت (المقطر)، وإلا أجبر على الرجوع للبيت المفترض، وقد يطالبه صاحبة بتقديم (حق) تعديه. وإذا رزق أحد أهل القرية بمولود، فإن واجب الضيوف السلام على والده (مبدى)، وتقديم مبلغ من المال (عطاء أو جود)، وذبح شاة للأم، يستخدم جلدها لعلاج الأم، فتذبح الذبيحة وتسلخ، ويوضع جلدها على الأم وهو ساخن (دراعة)، لأن ذلك في طبهم الشعبي يمتص آلام الولادة أو المرض. ومن الآداب القديمة أن على الضيف أن يقوم بتقديم عوض مالي لمن يقدم القهوة عند سقوط الفنجال وانكساره.
وعلى الضيف في منطقة عسير أن يكون شاعراً. ومعنى ذلك أن من والواجب أن يقوم الضيف بشكر مضيفة بشكل مباشر، وعن طريق الشعر، ورقص الدمة أو العرضة أو الزامل أو القزوعي قبل الانصراف، ويتم خلال تلك الرقصات الحربية شكر المضيف على حسن ضيافته وكرمه، ويخبر أنه قد بلغ حد الجميل، ويتم الدعاء له بالخير وأن يخلف الله عليه ما أنفقه وأن ينزل عليهم المطر ويسقي بلادهم بالسيل. وعلى الضيف أن يشيع كرم مضيفه بين الناس، سواء بالحديث المباشر، أو بالشعر. ومن الآداب أن يخفي الضيف أي تقصير حصل من المضيف وأن لا يشيع هذا التقصير بين الناس.

 

 

 

 

 

 

التوقيع

[poem font="Traditional Arabic,7,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أسود قتال من مغيد وعلكم=يسايرهم نحو العدا الذئب والنسر
يهابهم حتى الجماد ولو هم=مع الليل أعوان لما طلع الفجر[/poem]

شعر العلامة: الحسن بن أحمد الضمدي (1221هـ-1292هـ)

آخر تعديل نصر يوم 11-10-2007 في 02:38 PM.

    

رد مع اقتباس