بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.................
اخواني ..
قد يتنبأ البعض من الناس بقرب منيته .. اطال الله في اعماركم ورزقكم حسن الخاتمه
وهذا كثيراً ما يحصل مع الكثير من الناس
سواءاً يأتي هذا التنبيه بقرب المنيه ....
عبر رؤيا في المنام أو حدس ٌ و إلهام من الله عز وجل ,, او غير ذلك ..
و موضعي هو عن هؤلاء اللذين يتنبؤن بقرب منيتهم فيكتبون شعراً يخلد ذكرهم امواتا
.........
وقد حدث هذا مع الشاعر الكبير //
حمد بن عبدالله المهنا الدوسري - رحمه الله -
في تاريخ 10 / 1 / 1426 هـ
فقبل هذا التاريخ أرسل هذه القصيده
لـ اخوه ورفيق دربه (
فهد بن صغير العجمي ) - رحمه الله -
الذي لحق بصاحبه بعد شهورٍ قليله من وفاته ,, عسى ان يجمعهم الله تحت ضلِ عرشه
وهما من سكان هجرة (
الونـّـان ) في وادي العجمان ..
رحمهما الله جميعاً ورحم الله موتا المسلمين
وهذه القصيده
يقول
حمد المهنا :
يـا الله المطلـوب بـأول مبتدانـا = نطلـب الخالـق لعبـده يستجيبـي
جعـل رب البيـت للحـق يهدانـا = والهدايـه للفتـى حـظ ونصيبـي
يا ( فهد ) يا اخوك سبر الموت جانا = ونَتحلم به وهـو قـد هـو قريبـي
مـن ذليّلـه مانسيّـر لقصـرانـا = لانبـي زادٍ ولا نشـرب حليـبـي
هقوته انه ذا السنه يبغـى حدانـا = بخت منهو مـات ماجـاه ْتعذيبـي
سكري وضغـط والشـوف يتدانـى = وكـل يـومٍ رايحييـنٍ للطبيـبـي
غافليـنٍ مـا شبعنـا مـن هوانـا = والضروس مكمله والـراس شيبـي
مـا تفيـد اعيالنـا واللـي ورانـا = كود ما قدمـت قدمـك يـا حبيبـي
والأمانـه لا طلبهـا اللـي عطانـا = نشكره ونقـول ذا حـقٍ مصيبـي
نطلـب الغفـران جينـا منتهـانـا = في نهـارٍ فيـه حسّـاب وحسيبـي
،،
سبحان الله ..
ولم تمضي سوى ايام قليله الا و فجع أهله بخبر وفاته رحمه الله
إثر حادثٍ تعرض له وهو صائمٌ في عصر يوم عاشوراء .
لا تبخلوا عليه بالدعاء
اطال الله في اعماركم واعمار ابائكم ومن تحبون
ورحم الله موتانا وموتاكم وموتى المسلمين اجمعين في جنات الفردوس الأعلى ..
::::::::::
و القصيده الاخرى لـ الشاعر الكبير //
سليمان التركي السديري الدوسري _ رحمه الله _
عندما كان في المستشفى بالرياض في
5 / 4 / 1402هــ
و هو يوصي فيها ابنه
فيصل وكأنه تنبأ بدنو أجله
يقول
سليمان التركي :
أشوف دياني وقف لي على الباب = يبي الوفا مني ويطلب حسابه
ماينـّسي دين ٍ تقفاه طلاب = الدين ما يوفيه كثر الطلابه
يا ( فيصل ) اودعك توديع من غاب = لا تحتريه أنه يجي من غيابه
غيبة دهر ماهي شهر عد وحساب = في مظلم ٍ ينهال فوقي ترابه
أبيك ما تجزع وتفزع وترتاب = لاجاك من ينعى ويشلع ثيابه
عمر البكا مافاد حي ٍ ولا ثاب = لو سر غيرك كان سر الندابه
اعزم وشم واصعد من المجد مرقاب = واطلب لـ أبوك انه يخفف عذابه
وعليك بـ اخوانك وربعك والاقراب = حقي عليك مواصلك للقرابه
وما بينكم لا ينقل الهرج سباب = ترى دمار الدار نقل السبابه
ومن الرجال اليا تخيرت الأصحاب = تخير اللي ما يبدل جوابه
مغلاق باب الشر ، حلاّل الأنشاب = زبن الدخيل اللي تنصى جوابه
وابعد عن الداني ولو مرة ٍ طاب = لزوم يظهر لك مرار ٍ عيابه
وانص الرجال اليا تخيرت الأنساب = كل ٍ تعوض به ياكود النسابه
وأنشد عن المربـَـا ترى العرق جذّاب = عرق الردي لابد يجذب جذابه
بلغتك الاعلام من غير نجاب = والحر يفهم من خطاه و صوابه
..
و بالفعل بعد هذه القصيده بـ أيام انتقل الشاعر الى رحمة الله
لا تبخلوا عليه بالدعاء
اطال الله في اعماركم واعمار ابائكم ومن تحبون
ورحم الله موتانا وموتاكم وموتى المسلمين اجمعين في جنات الفردوس الأعلى ..
::::::::::
والابيات الاخرى لـ الشاعر العلم //
محمد الأحمد السديري الدوسري - رحمه الله -
و قد قالها حينما كان في المستشفى وقد رأى ابناءه حوله
وقال :
ان شفتكم ربّع فـوادي بالأزهـار = وان كان غبتوا صفق القلب مقهور
ثم طرحته الغيبوبه ....
وكان ابناءه يتناوبون بمرافقته فالمستشفى وكان كل يوم يجلس عنده واحداً من ابناءه
وكان في يومِ من الايام وهو في المستشفى كان مرافقه ابنه (
سلطان )
فلما فتح عيناه ونظر إلى ابنه
سلطان نظرة الوداع و هو على فراش الموت ...
فقال :
( سلطان ) شفت الموت مرّه ،، و مرّه = والثالثه يـا ابـوك كشّـر بنابـه
ما ابيه ميـر انـه بلانـي بشـرّه = و زودٍ على خيله ركبنـي ركابـه
لو ظهر لي في صحاصيـح بـرّه = نذر ٍ علي يا ابوك لـاعطب صوابه
،،
والقصيده اطول من ذالك حسب ما ذكر ..
ولكن ابنه
سلطان لم يحفظ منها سوى هذه الثلاثة ابيات
وذلك لـ صعوبة موقفه
..
رحم الله
السديري وتغمده في رياض جناته
لا تبخلوا عليه بالدعاء
اطال الله في اعماركم واعمار ابائكم ومن تحبون
ورحم الله موتانا وموتاكم وموتى المسلمين اجمعين في جنات الفردوس الأعلى ..
.........
لقد مات الكثير من الناس ولا يزال الناس يموتون
فينساهم ذووهم ..
ويسلوهم أهلوهم ..
لأن الموت سنة من سنن الحياة ..
و لكن هؤلاء الشعراء استطاعوا ان يخلدوا ذكرهم وجعلونا نذكرهم ونبكيهم ونحن لا نعرفهم
رحمهم الله ورحم الله موتى المسلمين اجمعين
((( وهذه هي عظمة الشعر، و الخلود في ذاكرته )))
أخوكم /
بلنتـــي