من شعراء غامد الإسلاميين عبدالله بن عوف بن الأحمر الغامدي
هو عبد الله بن عوف بن الأحمر بن زهير بن مالك بن عوف بن ثعلبة . من ولد كثير ابن الدول بن سعد مناة بن غامد . من قبيلة بني كبير من احدى قبائل غامد ، الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة الباحة ، والتي كان يُطلق عليها قديما (كثير) حيث يرى الدكتور سعيد بن فالح الغامدي ، في كتابه : البناء القبلي والتحضر في المملكة العربية السعودية : (79) أن اسم كبير أطلق عليها بعد انضمام قبيلة شكر ووالبة ) إليها (1) . ولد ابن عوف رحمه الله مطلع القرن الهجري الأول تقريبا ، ولم تذكر المصادر التي بين أيدينا له صحبة ، وكان من أبطال الإسلام المعدودبن ومن شعرائهم البارزين ، ولم يصل إلينا مع الأسف من شعره إلاَّ هذه القصيدة التي تجسد معاني الأصالة ، والإبداع ، والنخوة العربية ، وحب آل بيت النبوة ، وإلاَّ بعض الأراجيز القصيرة ، والشاعر ابن عوف ، من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأحد الفرسان المشاركين معه في معركة صفين بين جيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجيش معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، سنة (37) ، شارك أيضا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، في معركة الجمل ، لِما عُرف عن قومه مشاركتهم في تلك المعركة ، بزعامة الصحابي الجليل مخنف بن سليم الغامدي رضي الله عنه . ولَمَّا مات علي بن أبي طالب رضي الله عنه التحق بحيش معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، فسيره معاوية بن أبي سفيان ، في ألفي رجل لقتال الخوارج وزعيمهم حوثرة بن وداع بن مسعود الأسدي ، وقاتلهم ابن عوف وصبروا ، وبارز حوثرة عبدالله بن عوف ، فطعنه عبد الرحمن ابن عوف الغامدي فقتله ، وقتل أصحابه إلا خمسين رجلا دخلوا الكوفة ، وذلك في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين
( وله قصيدة مشهورة في رثاء الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه )
وهذه بعض من قصائد الشاعر عبدالله بن عوف بن الاحمر بن زهير بن مالك بن عوف بن ثعلبة من ولد كثير بن الدول بن سعد مناة بن غامد.
و قلت لأصحابي: أجيبوا المناديا
صحوت و ودعت الصبا و الغوانيا
و قبل الدعا : لبيك لبيك داعـــــيا
و قولوا له إذ قام يدعــو الى الهدى
حسينا لأهل الدين إن كنت ناعـيا
ألا و أنع خير الناس جـــدا و والدا
عديم و أيتام تشكى المواليـــــــــا
ليبك حسينا مرمل ذو خصـــــاصة
و غودر مسلوبا لدى الطف ثاويـا
فأضحى حسينا للرماح دريئــــــــة
كرجل الدبا يزجي إليه الدواهيـــا
و نحن سمونا لابن هند بجحــــــفل
بصفين كان الأضرع المتوانيـــــا
فلما التقينا بين الضرب أيـــــــــــنا
و عند غسوق الليل من كان باكيـا
ليبك حسينا كلما ذر شــــــــــــارق
فلم ير يوم البأس منهم محاميــــا
لحا الله قوما أشخــصوهم و عردوا
و لا زاجرا عنه المضلين ناهيـــا
و لا موفيا بالعــــهد إذ حمي الوغى
فضاربت عنه الشانئين الأعاديـــا
فياليتني إذ ذاك كنت شــــــــــهدته
و أعملت سيفي فيهم و سنلنيــــــا
و دافعت عنه ما استطعت مجاهدا
بغريبة الطف الغمام الغواديــــــــا
سقى الله قبرا ضمن المجد و التقى
أنيبوا فأرضوا الواحد المتعاليـــــا
فيا أمة تاهت و ظلت ســــــــفاهة
كان رحمه الله من اصحاب علي رضي الله عنه و ممن شارك معه في معركة صفين. يقول رحمه الله و هو يقاتل على الماء بعد أن منعهم جيش معاوية بن أبي سفيان من تزويد الجيش بالماء من نهر الفرات:
أو اثبتوا لجحفل جرار
خلوا لنا ماء الفرات الجاري
مطاعن برمحه كرار
لكل قرم مستميت شاري
لم يخش غير الواحد القهار
ضراب هامات العدا مغوار
المصدر
ابن جرير الطبري ، تاريخ الرسل والملوك
الكامل فِى التاريخ
والله ولي التوفيق