::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: (http://alduwaser.org/vb/index.php)
-   :: قسم القـــصص والروايـــات :: (http://alduwaser.org/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   حنين المساجد (http://alduwaser.org/vb/showthread.php?t=56630)

عبدالله الحافر الغييثي 26-01-2011 08:37 PM

حنين المساجد
 

يقول صاحبنا:

ركبت أنا وخالي سيارتنا وأخذنا طريق العودة بعد أن صلينا الجمعة في مكة وبعد قليل
ظهر لنا مسجد مهجور كنا قد مررنا به سابقا أثناء قدومنا إلى مكة وكل من يمر بالخط
السريع يستطيع أن يراه، مررت بجانب المسجد وأمعنت النظر فيه.... ولفت انتباهي شيء ما
سيارة فورد زرقاء اللون تقف بجانب المسجد. مرت ثوانٍ وأنا أفكر ما الذي أوقف هذه السيارة هنا؟
ثم اتخذت قراري سريعًا... خففت السرعة ودخلت على الخط الترابي ناحية المسجد
وسط ذهول خالي وهو يسألني: ما الأمر؟ ماذا حدث؟
أوقفنا السيارة في الأسفل ودخلنا المسجد وإذا بصوت عالٍ يرتل القرآن باكيا
ويقرأ من سورة الرحمن فخطر لي أن ننتظر في الخارج وأن نستمع لهذه القراءة
لكن الفضول قد بلغ بي مبلغه لأرى ماذا يحدث داخل هذا المسجد المهدوم ثلثه
والذي حتى الطير لا تمر به
دخلنا المسجد وإذا بشاب وضع سجادة صلاة على الأرض وفي يده مصحف صغير يقرأ
فيه ولم يكن هناك أحدٌ غيره... وأؤكد لم يكن هناك أحد غيره

قلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فنظر إلينا وكأننا أفزعناه واستغرب حضورنا.
ثم قال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سألته: صليت العصر؟ قال: لا، قلت: لقد دخل وقت صلاة العصر ونريد أن نصلي

ولما هممت بإقامة الصلاة وجدت الشاب ينظر ناحية القبلة ويبتسم
لمن ولماذا؟ لا أدري
وفجأة سمعت الشاب يقول جملة أفقدتني صوابي تماما!
قال بالحرف الواحد: أبشر.. وصلاة جماعة أيضا
نظر إليَّ خالي متعجبا... فتجاهلت ذلك ثم كبرت للصلاة وعقلي مشغول بهذه الجملة
أبشر.... وصلاة جماعة أيضا
من يكلم وليس معنا أحد؟ المسجد كان فارغا مهجورا. هل هو مجنون؟

بعد الصلاة... أدرت وجهي لهم ونظرت للشاب وكان مازال مستغرقا في التسبيح
ثم سألته: كيف حالك يا أخي؟ فقال: بخير ولله الحمد
قلت له: سامحك الله... شغلتني عن الصلاة؟ سألني: لماذا؟
قلت: وأنا أقيم الصلاة سمعتك تقول: أبشر.. وصلاة جماعة أيضا
ضحك ورد قائلا: وماذا في ذلك؟ قلت: لا شىء ولكن مع من كنت تتكلم؟
ابتسم ثم نظر للأرض وسكت لحظات وكأنه يفكر..... هل يخبرني أم لا؟
تابعت قائلا: ما أعتقد أنك بمجنون... شكلك هادئ جدا... وصليت معانا وما شاء الله
نظر لي... ثم قال: كنت أكلم المسجد
كلماته نزلت عليَّ كالقنبلة. جعلتني أفكر فعلا.. هل هذا الشخص مجنون!

قلت له: نعم؟ كنت تكلم المسجد؟ وهل رد عليك المسجد؟
تبسم ثم قال: لقد توقعتُ أنك ستتهمني بالجنون؟ وهل الحجارة تتكلم؟ هذه مجرد حجارة
تبسمت وقلت: كلامك صحيح وطالما أنها لا ترد ولا تتكلم ... لم تكلمها؟

نظر إلى الأرض فترة وكأنه مازال يفكر... ثم قال دون أن يرفع عينيه:
أنا إنسان أحب المساجد كلما عثرت على مسجد قديم أو مهدم أو مهجور أفكر فيه
أفكر عندما كان الناس يصلون فيه، وأقول لنفسي: يا الله كم هذا المسجد مشتاق لأن
يصلي فيه أحد؟ كم يحنُّ لذكر الله.. أحس به... أحس أنه مشتاق للتسبيح والتهليل
يتمنى لو آية واحدة تهز جدرانه
وأحس أن المسجد يشعر أنه غريب بين المساجد.. يتمنى ركعة.. سجدة
ولو عابر سبيل يقول الله أكبر... فأقول لنفسي: والله لأطفئن شوقك..
والله لأعيدن لك بعض أيامك.. أدخل فيه... وأصلي ركعتين لله ثم أقرأ فيه جزءا
كاملا من القرآن الكريم
لا تقل إن هذا فعل غريب.. لكني والله.. أحب المساجد

دمعت عيناي.... نظرت في الأرض مثله لكي لا يلحظ دموعي... من كلامه.
من إحساسه.... من أسلوبه... من فعله العجيب... من رجل تعلق قلبه بالمساجد... ولم أدرِ
ما أقول له واكتفيت بكلمة جزاك الله كل خير،
سلمت عليه وقلت له: لا تنساني من صالح دعائك

ثم كانت المفاجاة المذهلة
وأنا أهم بالخروج من المسجد قال وعينه مازالت في الأرض:
أتدري بماذا أدعو دائما وأنا أغادر هذه المساجد المهجورة بعد أن أصلي فيها؟
نظرت إليه مذهولا..... إلا أنه تابع قائلا:

اللهم يا رب. اللهم إن كنت تعلم أني آنست وحشة هذا المسجد بذكرك العظيم
وقرآنك الكريم لوجهك يا رحيم. فآنس وحشة أبي في قبره وأنت أرحم الراحمين

حينها شعرت بالقشعريرة تجتاح جسدي وبكيت وبكيت كطفل صغير


أخي الحبيب أختي الغالية
أي فتى هذا؟ وأي بر بالوالدين هذا؟
كيف رباه أبواه؟ وأي تربية؟ وعلى أي شيء نربي نحن أبناءنا؟
كم من المقصرين بيننا مع والديهم سواء كانوا أحياء أو أمواتا؟

نسأل الله حسن العمل وحسن الخاتمة. اللهم آمين





لا تنسونا من دعائكم جزاكم الله خيرا
هل سأل أحدنا نفسه يوما: ماذا بعد الموت؟ نعم ماذا بعد الموت؟
حفرة ضيقة... ظلمة دامسة.. غربة موحشة.. سؤال وعقاب... وعذاب.. وإما! جنة.. أو نار

علي العبدالهادي 26-01-2011 08:53 PM

رد: حنين المساجد
 
الله يجزاك خير على المشاركة الطيبة واسال الله ان يجعلها في ميزان اعمالك

محمد بن فهد الرجباني 26-01-2011 10:22 PM

رد: حنين المساجد
 
جزاك الله خير الجزاء اخوي خميس وبارك الله فيك ونفع بك

قصة مؤثرة تهز الوجدان وتحث على عمارة المساجد والبر بالوالدين

فغفر الله لنا ولك واصلح من شأننا والمسلمين اجمعين

تحياتي وتقديري~ْ،

مبارك بن شافي النتيفات 27-01-2011 12:24 AM

رد: حنين المساجد
 
هل سأل أحدنا نفسه يوما: ماذا بعد الموت؟ نعم ماذا بعد الموت؟
حفرة ضيقة... ظلمة دامسة.. غربة موحشة.. سؤال وعقاب... وعذاب.. وإما! جنة.. أو نار

الله المستعان

جزاك الله خير ونفع بك يابومطر

قصة جميلة ومؤثرة جداااااا

قراتها في البداية وكنت مستعجلا فجذبتني لمافيها من الاسلوب والواقعية حتى اكملتها

اللهم اجعلنا من من قلوبهم معلقة بالمساجد

دمت ودام ابداعك

تقبل مروري واعجابي بقلمك نفداك

تحياتي وتقديري

شافي بن راشد النتيفات 27-01-2011 12:45 AM

رد: حنين المساجد
 
الله اكبر جزاك الله خير يابومطر صراحة قصة مؤثرة جدا

الدردور 27-01-2011 09:54 PM

رد: حنين المساجد
 
جزاك الله خير الجزاء أخي الحبيب خميس الغييثي

و بارك الرحمن لك و بك على الطرح الطيب و المؤثر

و غفر الله لك و لوالديك

كم نحتاج ان تتعلق قلوبنا بالمساجد و نحبها و نعشقها

الله المستعان

عبدالله الحافر الغييثي 28-01-2011 11:38 PM

رد: حنين المساجد
 
بارك الله فيكم اخواني على اطلالتكم الحسنه وجعلني الله وياكم من المشايين في الظلامات للمساجد واللذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل الا ظله .
خالص تقديري ومودتي

الفرس 28-01-2011 11:59 PM

رد: حنين المساجد
 
قصه جميله جزالك الله خير

عبدالله الحافر الغييثي 04-02-2011 02:19 PM

رد: حنين المساجد
 
اللهم امين لاهنتي اختي الفاضله

عبدالله المصارير 05-02-2011 08:22 AM

رد: حنين المساجد
 
لاهنت أخوي خميس قصة مؤثرة

دمت بفائق الود والاحترام

عبدالله الحافر الغييثي 05-02-2011 01:56 PM

رد: حنين المساجد
 
مرحبا بك اخوي عبدالله والله لايحرمنا ويحرمكم الاجر والمثوبه


الساعة الآن 10:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---