::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - سحائب الغش تهطل على بيض الأوراق ..

سحائب الغش تهطل على بيض الأوراق ..

يعيش التلاميذ في الكويت على مختلف المراحل الدراسية جو الامتحانات النهائية في هذة السنة الدراسية وتكثر الدروس الخصوصية لدرجة أن المدرس الوافد ماتحصله " بالتفق " على حد قول بعض أولياء الأمور وإذا حصلته تلقى سعر الحصة غالي جداً وهذا الموسم يطلق عليه موسم " الحلب المادي " من جيوب أولياء الأمور المغلوبين على أمرهم وأيضاً لكي نزيد المأساة توضيحاً يكثر في غالب قاعات الإمتحانات الغش المتفق والمتواصى عليه مابين بعض الإدارات المدرسية وبعض المعلمين والذين لايتشرف بهم كل من أخلص لمهنة التعليم وأنتسب إليها ورغب فيها .. ودعني أخي القارئ أنقل إليك صورة عشتها بنفسي تدل على إنقلاب المفاهيم وتبدل القيم فبحكم عملي كمعلم في التعليم العام لوزارة التربية والتعليم .. كنت أراقب في لجنة في مسرح المدرسة وبجانبي عدة لجان وكنت لا أسمح لأحد أن يغش في لجنتي ولكن في اللجان المجاورة لي كان الغش " حلّالي" وللأسف أحد المراقبين كأنه أعمى لا يرى ولا يسمع شيئاً ويمشي بجانب الجدار ذهاباً وأياباً مثل بواب أو نبطشي وكنت لا أرضى الغش الموجود وهددت التلاميذ بأني سوف أسحب أوراقهم ثم قمت بإبلاغ رئيس اللجنة " الذي أكتشفت أنه لايهش ولا ينش " أن هؤلاء يغشون وليسوا في لجنتي وسببوا لي الإزعاج والتشويش في اللجان الأخرى فلم يفعل شيئاً لدرجة أن التلاميذ ينظرون إلي ويضحكون ولسان حالهم يقول " حنا خابرين إن ماعندكم شيء " وأنا أقول من أمن العقوبة أساء الأدب ، ومن المضحكات المبكيات أن يأتيني زميل ينتقد علي أني لا أسمح بالغش وكأنه يحكي المثل قائل " خل القرعى ترعى " أو المثل القائل " إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقصُ ".
هذا حال بعض المعلمين وبعض الإدارات وهذا حال تلاميذنا إلا من رحم الله ، فكبر على التعليم أربعاً فوالله لقد آلمني كلام هذا الزميل لي وقلت في نفسي كيف ترخص المبادئ والقيم حتى في عيون أصحابها فالغش محرمٌ شرعاً وقانوناً ولا يرضاه الرجل فالغاش بمثابة السارق يسرق متاعك أو يسرق نقودك أو يسرق جهدك ، فمتى يأتي فجر صادق يبدد غيوم الجهل التي لبّدت سماء التعليم في الكويت ومتى يسمح للمخلصين المصلحين الصادقين من أبناء الكويت من معلمين وتربويين بأن يتحركوا بالنهوض بالواقع التعليمي نحو مستقبل أفضل يهتمون بجودة التعليم حقاً وبمخرجاته لا أن تكون شعارات وحفلات لأجل تلميع المسؤول الفلاني والمسؤولة الفلانيه فعلينا أن نبتعد عن الإهتمام بالظاهر ونهتم بالباطن والإنجاز لا يأتي إلا برؤية واضحة وإخلاص على أيدي أناس على قدر من الكفاءة
ختم الكلام ..
كلامي هذا إنما تجربة شخصية لمعلم مضى عليه في سلك التدريس إثنا عشرة سنة في غالب الإدارات ويؤلمه كثيراً أن الغش موجود بين الطلبة برضى بعض المعلمين ولكن من باب العدل والإنصاف أن هذا لايعمم على جميع الإدارات التي عاصرتها وإنما على الغالب وأنا لا أقول هذا الكلام من باب الشماتة والنظرة بمنظار "سوداوي" أو لتشويه مستوى التعليم في بلدي الحبيبة الكويت وإنما هذا هو الواقع فرحم الله من ساهم في إصلاح هذا الوضع ومحاربة الظواهر السلبية في التعليم كالغش والدروس الخصوصية التي سأكتب فيها مقالاً مستقلاً ، وكلٌ على ثغرة ٍ وبحسب مسؤولياته ، وأنا أعلم أن هناك كثيرا ً من المعلمين يوافقونني على هذا الرأي وكذلك كثير من أولياء الأمور فلا بد من وقفة حازمة من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم تجاه هذه الظاهرة الخطيرة ودمتم .

كتبه / أ.فهد المطيري

المقال لم ينشر في الصحف وانما فقط في منتدى قبيلة الدواسر الرسمي